قررت مجموعة من الأصدقاء الآسيويين، من متعاطي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، تنظيم جلسة «تعاطي» في إحدى الغرف الفندقية، إلا أن جلستهم «الاحتفالية» لم تنتهي بـ«الانتشاء»، وإنما بإلقاء القبض عليهم، ومثولهم في قفص الاتهام أمام القضاء.
تفاصيل القضية، التي اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكم المحكمة الابتدائية في دبي، كشفت كيف تورط الأصدقاء في التعاطي، وكيف كانت حالتهم بعد تعاطيهم السموم المخدرة لمؤثر عقلي محظور تداوله في الدولة.
غرفة فندقية بعيداً عن الأسرة
بدأت تفاصيل القضية بعد أن حجز 4 متعاطين أصدقاء إحدى الغرفة الفندقية، وكان من بينهم شاب يدعى «ص» هو الذي يقود عملية انحرافهم من أجل التعاطي، ويعتبر اللاعب الرئيسي في توفير المخدرات لأصدقائه.
في ذاك اليوم، تلقت الجهات الشرطية المختصة في مكافحة المخدرات في دبي، معلومات مفادها أن «ص»، يحوز على مواد مخدرة ومؤثرات عقلية، وأنه يسعى لتعاطيها بعد أن حجز غرفة في فندق لنفسه بعيداً عن ذويه وأسرته.
تبين للجهات الشرطية صحة المعلومات عن حيازة «ص» للمواد المخدرة والمؤثرات العقلية، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإذن من النيابة العامة من أجل مداهمة الغرفة الفندقية التي يقطنها، وإلقاء القبض عليه، وعلى من قد يتواجد معه، في حال وجود آخرين معه، وتحريز السموم التي بحوزتهم.
بالفعل، توجه أفراد الشرطة إلى غرفة الشاب، وتمكنوا من إلقاء القبض عليه، لكن المفاجأة كانت تتمثل في العثور على 3 من أصدقائه برفقته، وكانوا في حالة غير طبيعية، لكن لا تفوح منهم رائحة المواد الكحولية حتى يقال إنهم ثملون، وإنما تشير تصرفاتهم إلى أنهم واقعون تحت تأثير المواد المخدرة.
«ميثامفيتامين» بحوزة المتهم الرئيسي
تحفظت الشرطة على كافة الشباب، وباشرت في تفتيش «ص» باعتباره المتهم الرئيسي، والشخص المدبر لجمع أصدقائه في الغرفة الفندقية، فعثرت بحوزته على كيسين بلاستيكيين شفافي اللون بهما مادة الميثامفيتامين المخدرة، أحداهما يزن 1.54 جرام، والآخر يزن 023 جراماً، حيث تعد هذه المادة من المؤثرات العقلية المدرجة في جدول المواد المحظور تعاطيها بموجب القانون الاتحادي في شأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية.
أقر «ص» أن المؤثر العقلي المضبوط بحوزته يعود له، وأنه يحوزه بقصد التعاطي الشخصي، مدعياً بأنه حصل عليه من أحد الأشخاص دون مقابل مادي.
الثاني يحمل مخدراً
بعد ذلك، باشرت الشرطة في تفتيش باقي الأصدقاء، فعثرت مع الثاني على كيس بلاستيكي يحتوي على مادة بلورية بيضاء اللون تزن إجمالياً 0.62 جرام من مادة «الميثامفيتامين»، فيما لم يتم العثور مع الثالث والرابع على أية مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية.
الفحص الطبي: الجميع متعاطون
قادت الشرطة كافة الأصدقاء إلى المختبر الجنائي، وبأخذ عينات منهم كشفت العينات أنهم جميعاً دون استثناء كانوا في لحظة القبض عليهم متعاطين وتحت تأثير المؤثرات العقلية، حيث احتوت أجسامهم على مركبين مؤثرين «ميثامفيتامين وأمفيتامين».
لائحة اتهام
بعد ضبطهم، رفعت النيابة العامة في دبي لائحة اتهام بحق الأصدقاء الأربعة إلى الهيئة القضائية في محكمة الابتدائية، ووجهت في البداية إلى «ص» والشاب الثاني المضبوط بحوزته مؤثر عقلي، 3 تهم لكليهما، الأولى «إحراز مؤثر عقلي من مادة ميثامفيتامين بقصد التعاطي في غير الأحوال المرخص بها قانوناً»، فيما التهمة الثانية فتمثلت في «الحيازة بقصد التعاطي»، في حين تمثلت التهمة الثالثة بتعاطي مادتي «ميثامفيتامين وأمفيتامين» والتي تصل العقوبة فيها جميعها إلى الحبس أو الغرامة المالية والإبعاد عملاً بالمرسوم بقانون اتحادي رقم 30 لسنة 2021 في شأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية. أما الثالث والرابع... تعاطٍ
أما الشابان الثالث والرابع، فوجهت النيابة العامة لهما تهمة «تعاطي مؤثرين عقليين في غير الأحوال المرخص بها قانوناً»، وطالبت بمعاقبتهما عملاً بالمادة 42 البند أولاً من المرسوم بقانون مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، والتي تنص «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر أو بالغرامة التي لا تقل عن عشرة آلاف درهم ولا تزيد على مئة ألف درهم كل من تعاطى بأي وجه أو استعمل شخصياً في غير الأحوال المرخص بها المواد المخدرة...».
غرامة وإبعاد ومصادرة
نظرت الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية القضية، ورأت أن الدليل قد استقام بحق جميع الأصدقاء في القضية، استناداً إلى إفادة الشهود، واعترافات المتهمين، والتقرير المخبري الذي يؤكد احتواء أجسامهم على مؤثرين عقليين.
قضت المحكمة بالاكتفاء بتغريم كل واحد من الأصدقاء مبلغ 5 آلاف درهم دون إيقاع عقوبة الحبس بحقهم، وأمرت بإبعادهم جميعاً عن الدولة، ومصادرة المؤثر العقلي المضبوط، لتنتهي بذلك «جلسة تعاطيهم بحكم قضائي».