أقدم 4 رجال آسيويين، متسكعين في أحد الشوارع، على الاعتداء بالضرب على زوج أمام زوجته، آسيويين أيضاً، ما انتهى إلى تعرضه لإصابات متعددة في مناطق مختلفة من جسده.
الواقعة التي اطلعت «كل الأسرة» على تفاصيلها حكم محكمة الجنايات، حدثت بعد أن دأب المتسكعون على التعرض للزوجة بما يخدش حياءها في شارع عام، ما أجبر الزوج إلى أن يدخل في صراع معهم دفاعاً عن زوجته.
تعود تفاصيل القصة إلى أن الزوجة تقطع الطريق مشياً بشكل يومي من إحدى المناطق حتى تصل إلى مقر سكنها، لكنها تصادف في أكثر من مرة 4 من المتسكعين، وفي كل مرة يتعرضون لها لفظياً بكلمات خادشة.
حاولت الزوجة أكثر من مرة تجاهلهم وعدم التعاطي مع حديثهم إلا أن ذلك لم يكن كفيلاً لأن يوقفوا أفعالهم بحقها، تقول الزوجة «أبلغت زوجي بما يفعله هؤلاء، فتوجه في أحد الأيام نحوهم ونبههم بضرورة عدم التعرض لي مرة أخرى».
وتابعت «في يوم الواقعة، كنت برفقة زوجي متجهين إلى السوبر ماركت لشراء بعض المقتنيات، ومررنا من ذات المنطقة التي يتواجد فيها هؤلاء الأشخاص، وكانوا يتسكعون بالقرب من الطريق العام، فشاهدوا زوجي برفقتي لكنهم لم يكترثوا لأمره».
وأضافت «عند مرورنا بالقرب منهم، بدأوا في إطلاق ألفاظ خادشة للحياء نحوي كالمعتاد، حيث وجه أحدهم عبارة لي قائلاً (تعالي إلى هنا)، فيما قال آخر (ماذا تفعلين برفقة زوجك تعالي عندي أنا)».
حذر الزوج المتسكعين مرة أخيرة من التعرض لزوجته لأن العواقب ستكون وخيمة عليهم، ثم غادر على آمل ألا يدخل في شجار معهم إلا أنهم لم يأخذوا تحذيره بجدية بالغة.
عبارات جارحة في طريق العودة
في قرابة الساعة الثامنة مساء، عاد الزوج وزوجته من الطريق ذاته إلى مقر سكنهما، ليشاهدا المتسكعين مازالوا يتواجدون على جنبات الطريق، ولم يغادروا إلى مقار سكنهم.
تروي الزوجة ما حدث «تكرر نفس الموقف، فبمجرد أن شاهدوني وزوجي بدأوا في النداء علي، وتعرضوا لي بالقول والكلمات غير اللائقة ووجهوا لي عبارات جارحة، وكانوا يدعون بأنني صديقة لزوجي ولست زوجته، كما كانوا يقومون بالتصفير لي، ويضحكون علي».
في تلك الأثناء، تبادل الزوج والمتسكعون الحديث الغاضب، ثم أخرج الزوج هاتفه النقال وأبلغهم بأنه سيتصل لإبلاغ الشرطة عما يقومون به من أفعال مشينة.
فور محاولته تقديم بلاغ، هاجم المتسكعون الزوج، تقول الزوجة «حصل تدافع بينهم وبين زوجي ثم انهالوا جميعاً عليه بالضرب مستخدمين أيديهم، وأرجلهم وقطعاً خشبية، وكذلك أنبوباً بلاستيكياً، وكانوا يعتدون عليه بالضرب في أنحاء متفرقة من جسده».
لم يكن أمام الزوجة في ذاك الوقت سوى الصراخ بأعلى صوتها مستغيثة بالناس والمارة من جهة، وكانت تحاول التدخل لمنعهم من الاعتداء على زوجها وحمايته من جهة أخرى.
تدخل أحد المارة
شاهد أحد المارة الموقف، وبدأ في الاتصال بالشرطة، وأبلغ المتسكعون أن الشرطة قادمة إلى المكان الآن، فما كان منهم إلا أن لاذوا بالفرار، يقول هذا الشخص بالتحقيقات «سمعت صوت استغاثة الزوجة وتوجهت إلى مصدره فشاهدت تجمعاً لأشخاص حول المجني عليه الذي كان ساقطاً على الأرض وينزف دماً من فمه، وكان يتألم بشده، وكان اثنان من المعتدين يحملان قطعاً خشبية، والثالث يحمل أنبوباً بلاستيكياً، فيما الرابع فيحمل أنبوباً حديدياً».
إصابات الزوج وضبط المتهمين
أكد التقرير الطبي أن «الزوج تعرض إلى إصابات بمناطق مختلفة من جسمه عبارة عن كدمات بالظهر والكتف الأيمن والساق اليسرى وجرح بفروة الرأس، تم خياطته، وجرح صغير بمعصم اليد اليمنى، وكدمات خطية طويلة على الفخذ الأيمن والجانب الأيسر من الظهر ووسط الظهر».
تمكنت الشرطة بعد عمليات البحث والتحري من الاستدلال على هوية المتسكعين وألقت القبض عليهم، لكنهم حاولوا إنكار الواقعة إلا أن الزوج تعرف إليهم في طابور التشخيص الشرطي، وأكد أنهم المعتدون عليه.
رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق المتسكعين إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات بدبي، بـ 3 تهم، الأولى تتمثل في «الاعتداء على سلامة جسم الزوج الذي أعجزه عن أعماله الشخصية مدة لا تزيد على عشرين يوماً، دون أن يتخلف عنه عاهة مستديمة».
أما التهمة الثانية، فتمثلت في «السرقة ليلاً لهاتف الزوج بعد الاعتداء عليه»، فيما التهمة الثالثة فتمثلت في «التعرض للزوجة على وجه يخدش حياءها في مكان عام قولاً وفعلاً».
المحكمة: تمادوا في غيهم
نظرت محكمة الجنايات القضية، ورأت في منطوق حكمها «أن المتهمين تألفوا على العصيان والوقوف على قارعة الطريق دون أن يعطوا الطريق حقه، ودأبوا على التعرض للمجني عليها حال سيرها بالقول فما كان من زوجها إلا أن طلب منهم الكف عن ذلك، ولكن هيهات أن يمتنعوا بل تمادوا في غيهم وسلكوا سبيل الجريمة».
وأضافت «ما إن شاهدوا المجني عليهما يسيران بالطريق حتى واصلوا التعرض للزوجة على وجه يخدش حياءها غير مبالين أنها تسير رفقة زوجها، وما إن اعترض الأخير وهدد بإبلاغ الشرطة حتى تكالبوا عليه كما تتكالب الأكلة على قصعتها، وقاموا بنزع الهاتف من يده وانهالوا عليه بالضرب فأوسعوه ضرباً واستغاثت الزوجة بالمارة، والذين تجمعوا على الشجار وقام أحدهم بإبلاغ الشرطة».
وشددت المحكمة على أن كافة الدلائل تثبت أن الواقعة استقام الدليل اليقيني على صحتها وثبوتها بحق المتهمين، لذلك قضت بمعاقبتهم بالحبس لمدة شهرين، وأمرت بإبعادهم عن الدولة فوراً بعد قضاء مدة الحكم مع تغريمهم قيمة الهاتف الذي سرقوه.