في «يا حظي فيك» للمخرجة نورا أبو شوشة اقتراب مشغول جيداً لحكاية زوجين اقترنا عن حب وبدا كل مستقبلهما مزدهر ومستقر. فجأة تصاب الزوجة سلمى بعارض نفسي تبع موت والدتها. تسوء حالتها مقتربة من انهيار كامل. يأخذها زوجها الشاب أحمد إلى الطبيبة التي تصف لها عقاقير تجعلها أكثر توتراً وتدفع بها، في غير ساعات اليقظة، إلى نوم متواصل.
الأزمة ليست أزمتها فقط، بل- حسب الفيلم- أزمته في الأساس. كيف يتعامل من يحب مع زوجة في مثل محنة زوجته؟ يحبها ويحاول بشتى الطرق إيجاد حل لإخراجها مما هي فيه لكن الأزمة أكبر من قدراته في هذا الخصوص. في نحو 22 دقيقة تعالج المخرجة أبو شوشة الدراما التي كتبتها بمشاهد ممتازة التصميم أمام الكاميرا وكتصوير. تميل إلى ألوان غير براقة وتشتغل على الإضاءة وعلى ممثليها وتنتج فيلماً ناضجاً وبعيداً عن معظم ما نراه من أفلام قصيرة تسعى، عبر أساليب إخراجها، لفرض الانتباه فرضاً. عند أبو شوشة يأتي هذا الانتباه طبيعياً غير مدفوعاً ولا مندفعاً ويبرهن عن موهبة لابد ستثمر عن أعمال أخرى بديعة إذا ما واكبت المخرجة طريقة عملها بالأسلوب ذاته.
مبهر إلى حد بعيد كيف أن المخرجة لا تخطئ الهدف عندما تحاول محاصرة بطليها بالأزمة الشخصية من دون أن تحولها (وعلى عكس أفلام أخرى عديدة) إلى مادة لترويج العواطف السهلة والحكايات المسلية. ومبهر أيضاً تعاملها مع تفاصيل المكان الداخلي من نواحٍ متعددة، ليس الكادر الصحيح سوى أحدها. كل هذا يمنح الناقد أملاً في حسن انتقال المخرجة من القصير إلى الطويل إذا ما كان ذلك هدفاً لها.