24 أغسطس 2023

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

وليام فريدكن William Friedkin، مخرج سينمائي أمريكي، حاصل على جائزة الأوسكار لأفضل مخرج عن فيلم الرابطة الفرنسية «The French Connection»، وهو مخرج فيلم الرعب المعروف طارد الأرواح الشريرة «The Exorcist».

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

The Exorcist

الولايات المتحدة (1973)

الفارق بين الروائي وليام بيتر بلاطي وبين وليام بيتر بلاطي كسيناريست لروايته هو أن المؤلف وضع رواية واسعة الأركان ولديها الوقت لتأليف تشويق طبيعي حول البلدة التي تدور فيها الأحداث وأجوائها وبيئتها الدينية وإلى حد الاجتماعية. كذلك كان لديه الوقت لوضع شخصيات تمتزج بالموضوع وتتجاوز الشكل الخارجي للمطلوب منها. ما عمد إليه حين وضع السيناريو هو اختيار ما يلزم فقط لسرد الحكاية عبر مواقف منتقاة تمر سريعاً ودائماً كحالة ثابتة لا جدال فيها.

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

شغل وليام فرايدكن على الموضوع لا يقل فداحة. عوض تقديم حكاية تقترب من أهم مراحلها وتطوراتها على نحو مدروس بغية أن يأتي التشويق طبيعياً، يعمد المخرج إلى الأوضاع التي من شأنها إحداث الصدمة. وإحداث الصدمة إن لم يكن مبنياً على خلفية فنية يبقى واجهة كرتونية تماماً كحركة رأس الفتاة الصغيرة الذي يستدير حول نفسه.

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

بعد تمهيد يكتشف فيه الأب ميرين (ماكس ڤون سيدو) ميدالية ذات شكل غريب في بعض الحفريات، تنتقل الأحداث إلى بلدة جورجياتاون لنتعرف إلى الممثلة كريس (إيلين بيرستن) وابنتها ريغن (ليندا بلير). هذه الأخيرة تتصرف تدريجياً على نحو غريب، وسواء أقرأت رواية بلاطي ذات النبرة الهادئة، أو لم تقرأها، فإنك ستدرك أن الشيطان استولى على الفتاة فيرفعها عن السرير صوب السقف أو ليلف رأسها كما الدمية. الصراع الآن بين الأب مارن والأب داميان كراس (جاسون ميلر). الأول يموت بالسكتة القلبية والثاني ينتحر بعدما سأل الشيطان أن يترك ابنة الثالثة عشرة وشأنها ويتلبسه هو.

ما يقع مع الفتاة ريغن يقابله ما يقع مع الأب كراس الذي كان يعاني أساساً من بداية فقدانه الإيمان ويركبه الأسى لوفاة والدته. كل ذلك، وتحقيق المفتش (ج. لي كوب) وحتى شخصية الأم وصولاً إلى مشهد ذلك الشحاذ عند محطة مترو الذي يصيح بهوس «أنا كاثوليكي» (النيل من الكاثوليكية؟) ليست سوى بطانات وضعية نجدها في العديد من أفلام الرعب قبل وبعد هذا الفيلم الذي يصنع الكعكة ويأكلها أيضاً.

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

The French Connection

الولايات المتحدة (1971)

هناك الكثير مما يستحق المديح في «الرابط الفرنسي»، يقع غالبه في كيفية تعامل المخرج مع قاع المدينة (نيويورك) وما تقوم عليه حياتها اليومية من تفاصيل ميكانيكية. هنا وجد المخرج الأسلوب الصحيح لسرد حكاية بوليسية على نحو شيق.

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection
المخرج وليام فرايدكن وجائزة الأوسكار

بعد أن قام فيليب د. أنطوني بإنتاج Bullitt قبل عامين من هذا الفيلم، المبني على حكاية بوليسية ملأى بالمطاردات حول تحري (ستيف ماكوين) في أعقاب قتلة شاهد عيان، اشترى حقوق رواية (لروبن مور) تقع أحداثها في نيويورك (مقابل سان فرانسيسكو في الفيلم السابق) وبطلها تحر آخر أمام وضع مختلف. عند هذه النقطة تنتهي الحسنات الفعلية المسجلة على صعيد التنفيذ وحسن التعامل مع المدينة وبيئتها.

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

ذلك لأن شخصية التحري دويل (جين هاكمن) لا تحتوي على قيم تستدعي الإعجاب كما حال شخصية التحري بولت. ذاك كان يؤمن بالقانون بلا حياد ويكشف عن أزمة فساد سياسي، أما دويل فهو رجل متوتر، حانق، متهور (يقتل زميلاً فدرالياً في نهاية الأمر) مهووس بتأكيد ظنونه وعنصري (يعنف السود معتدياً على حقوقهم ولا ينسى المخرج دس مبررات لذلك في مشهد إلقاء القبض على عدد منهم في حانة).

بمناسبة وفاته.. استعادة لأشهر فيلمين للمخرج وليام فرايدكن The Exorcist و The French Connection

المهمة التي يؤديها دويل (ورميله روي شايدر) هي تعقب فرنسيان، الرئيس (فرناندو راي) ومساعده (مارسل بيزوفي) للكشف عن شحنة مخدرات يقومان بالإشراف على وصولها. هناك توتر بين دويل وزميله الذي يختلف في منهجه وليس في هدفه. عندما تتم محاولة قتل دويل يفقد هذا القليل مما بقي لديه من صبر ويلاحق بوزوفي في مطاردة هي لب الفيلم. هاكمن في سيارة تنطلق بتهور في شوارع المدينة وبوزوفي في المترو فوق الجسور المعلقة. المطاردة مثيرة بحد ذاتها لكنها تقليد بائس حين مقارنتها بتلك التي في «بولت». وقيادة ماكوين لسيارته في أعلى سرعة حكيمة وشجاعة في مقابل قيادة هاكمن (الملتصق بالشخصية جيداً) التي تبدو مصطنعة وبالتأكيد متهورة.