هذا الفيلم تسجيلي، 2018، يروي بالوثائق المصورة جانباً من حياة الناقدة الشهيرة بولين كايل (الولايات المتحدة)، وهو من إخراج روب غارفر، وبطولة بولين كايل
من يعرف نقاد السينما من خلال كتاباتهم أو من خلال ما يقرأونه عنهم، لا بد سمع بالناقدة الأميركية بولين كايل (1919- 2001). كانت ناقدة ذائعة الصيت ولها جمهور أميركي واسع وقدرة على إثارة خشية شركات الإنتاج إذا لم ينل فيلم ما رضاها.
بدأت الكتابة سنة 1952. كانت تنشر ملخصات الأفلام في مجلة اسمها City Lights Magazine. بعد كتابات متفرقة في عدد من المجلات والصحف في الستينات، تناوبت بدءاً من العام 1968 على كتابة النقد السينمائي في مجلة «ذا نيويوركر» مع بينلوبي جيليات حتى العام 1980، عندما استقلت بنفسها على صفحات النقد في تلك المجلة الأسبوعية المبهرة. وظفت قلمها هناك لنحو عشر سنوات أخرى، وشاع عنها بأنها الناقدة التي يخشاها المخرجون أكثر من سواها.
يستعرض الفيلم ذلك بتوليف سريع وبثراء كبير من الصور والمشاهد والمقابلات والتسجيلات الصوتية. لكن ترتيب هذه الوثائقيات تبعاً لخطة جيدة لها أمر آخر. التواريخ ليست دوماً متتابعة حسب منهج زمني، والمتحدثون عنها لا يبقون على الشاشة إلا ثواني قليلة في كل مرة لا تكفي لتعميق الفكرة التي يتحدثون حولها.
الفيلم يدعونا لتقدير جهدها وتقدير جهد المخرج الذي يبدو كما لو قفز إلى الموضوع كفرصة وليس نتيجة خطة، وهذا على عكس ما قام به ستيڤ جيمس عندما أخرج فيلمه التسجيلي «الحياة نفسها» (Life Itself) حول الناقد الأهم من بولين كايل والذي لا يقل شهرة وتأثيرا روجر إيبرت.
المشكلة هي أن العديد من نقاد السينما الأميركيين اعتبروا بولين كايل «أهم ناقدة سينمائية في العالم»، كما قال عنها أحد نقاد ڤاراياتي أوون غليبرمان. نعم كان لها صوت عال ومؤثر لكن نقدها كان مزاجياً تسوده العاطفة الشخصية. لا أحد يمكن ألا يعجب بسينما فيلليني وهيتشكوك أو ألان رنيه إلا بناء على معطيات فنية مفهومة وليس تبعاً لملاحظات شخصية غير مدعومة بالتحليل. يكفي كذلك أن هجومها الشنيع على فيلم أورسن ولز «المواطن كاين» وادعاءها أن المخرج عمل منفذاً فقط لسيناريو هرمن مانككڤتز الذي لم يكتب لا قبل هذا الفيلم (1941) ولا بعده سيناريو مهماً أو جيداً.