باستثناء ما تحققه الأفلام السعودية من نجاح تجاري داخل المملكة، لا يوجد سوق عربي واحد يلبي حاجة السينما الجماهيرية لتحقيق نجاح تجاري كبير. حتى الأفلام المصرية التي تسودها منذ سنوات الأفلام الخالية من الفن والفكر، ولو ببعض التفاوت، لا تحقق في معظم الحالات ما يكفي لبحبوحة صناعية- اقتصادية كبيرة.
ما حدث في المملكة هو تخطيط مشترك بين المؤسسات الحكومية الداعمة وشركات الإنتاج المستقلة. وهذا تم وما يزال مع فتح السوق السينمائي السعودي للأفلام المحلية على نحو واسع لبى حاجة الجمهور إلى مشاهدة أفلام تخصه ثقافة ومواضيع اجتماعية، بعضها عولج على نحو جاد والبعض الآخر كوميديا.
ما لا يحدث في دول عربية أخرى هو نتيجة عدم استقرار اقتصادي وعدم اهتمام حكومي وخشية رؤوس الأموال من الإقدام على أفلام تنتج ولا تشاهد. هذا لجانب عدم التفكير ببديل كالتميز، التجديد، اعتماد منهج متنوع المصادر والطموح والخروج من صندوق البال المقفل.
هذا تفكير بصوت عال لكنه ليس بعيداً مطلقاً لا عن الواقع ولا عن المطلوب لدفع عجلة الإنتاج إلى الأمام. لا ننسى أن النوعية تتبع النشاط التجاري. الأفلام المطلوبة قبل نهاية المطاف هي تلك الفنية التي لديها ما يفيد سرده بالطريقة غير الاستهلاكية. وهذه بدورها مرشحة للنمو والربح كذلك.
لذلك، فإن غاية القول هي التالية: السينما الجماهيرية في العالم العربي يجب ألا تطلق مثل آلة تفريخ البيض. هي تحتاج إلى خطط تفعيل لكي تستحق أن تكون تجارية بالفعل وليس بالنية.