فيلم Heaven's Gate من إخراج مايكل شيمينو، الولايات المتحدة (1980).. حين خرج هذا الفيلم لعروضه الأولى في مدينة نيويورك، هاجمه ناقد «ذا نيويورك تايمز» بضراوة أدت إلى سحبه من العرض بعد أيام قليلة. لذلك يقال أنه من أكثر اأفلام التي أثير حولها الجدل.. والتالي بعض ما حدث في الفيلم من خلفيات.
كلما جاء ذكر هذا الفيلم كتب المعلقون والنقاد ملياً عن الفوضى الكبيرة التي خاضها صانعوه لأجل إنجاز هذا العمل. عن الميزانية التي قفزت من أقل من عشرين مليون دولار إلى نحو 44 مليون دولار، وعن مخرج كان يعيد كتابة المشاهد بينما التصوير كان جارياً، وعن هدم ديكورات وبناء غيرها وعن ممثلين التبست عليهم رغبات المخرج فانتظروا إلى أن تتضح الصورة أمامهم، ثم عن ناقد «ذا نيويورك تايمز» الذي حكم على الفيلم بالإعدام فتم سحب الفيلم من العروض التجارية بعد أسبوع واحد من العرض.
كيف إذاً يمكن لهذا الفيلم أن يتجاوز كل هذه المآزق وينجلي عن عمل رائع وبديع وذي سياق لا يكشف عن أي مصاعب من تلك التي خاضها؟
المخرج مايكل شيمينو
كان مايكل شيمينو خرج من انتصار مبهر قبل ثلاث سنوات عندما حقق «صائد الغزلان» سنة 1978. ذلك الفيلم الذي خاض حرب فييتنام بموضوع ذي عناصر ملحمية وأسس لميريل ستريب وقدم روبرت دينيرو في وجهة جديدة حقق له نجاحاً لافتاً انطلق منه لينجز «بوابة الجنة» كفيلم وسترن مأخوذ عن وقائع تاريخية حول ما عرف بـ «حرب مقاطعة كاونتي» التي خاضها أصحاب الأراضي في ولاية وايومينغ (في تسعينات القرن التاسع عشر) ضد أصحاب أراض صغيرة بغية الاستيلاء عليها مستخدمين في ذلك قوات حكومية.
للغاية جلب إليه مدير التصوير ڤيلموس زيغموند والممثلين كريستوفر ووكن وجون هيرت وكريس كريستوفرسون وجف بردجز والفرنسية إيزابل أوبير ووضع الجميع في وسط مواقف متباينة: شريف يحاول حماية حقوق المزارعين المهاجرين (بولنديين وسواهم) ضد الأثرياء الكبار. القوات التي جمعها الإقطاعيون الكبار استندت إلى مباركة حاكم الولاية الذي أرسل الجيش لمساعدتهم في اقتلاع هؤلاء من أراضيهم. بوضع هذا النص في سياق الثمانينات القريبة من تاريخ الحرب الفييتنامية يمكن ربط الفيلم بما حدث في تلك الحرب كتعبير مواز وليس على نحو مباشر. ما هو أكثر تأكيداً أنها الحرب ذاتها بين أصحاب المصالح الاقتصادية وأولئك الواقفين عثرة في وجه ما يعتبره الجانب الأول تقدماً.
ما هو لافت، إذا ما أخذنا بهذا التأويل المحتمل، أن استخدام الجيش تم لمواجهة أصحاب المهاجرين تماماً كما استخدم لقتال المواطنين الأمريكيين الأصليين وتحت مسميات شتى لكن غالباً لسبب وحيد هو التوسع الاقتصادي.
ڤنسنت كانبي في «ذا نيويورك تايمز» وروجر إيبرت في «ذا واشنطن صن» كانا من بين أشد منتقدي الفيلم الذي سحب من العرض وكان أحد أهم الأسباب في ترنح شركة الإنتاج (يونايتد أرتستس) تحت وطأة ديونها وقبولها بالانضمام لشركة مترو-غولدوين-ماير. الفيلم الذي بلغت مدته في الأصل 5 ساعات، تم تقليصه إلى ثلاث ساعات ثم إلى 93 دقيقة قبل أن يسحب الفيلم تماماً ليعود على نسخ DVD بنسخة من ثلاث ساعات ونصف.
على الرغم من كل هذه المشاكل التسويقية التي قضت على الفيلم وفرص عرضه، يحمل الفيلم معالجة بصرية جميلة وبعد بداية تبدو كما لو كانت تتجه بالمشاهد صوب وجهات متعددة، يوحد المخرج عناصر حكايته في سياق جيد يستمر حتى نهاية الوقت.
ساهم «بوابة الجنة» في تقويض امتلاك المخرجين ناصية العمل في هوليوود وعودة المنتجين كأصحاب القرار. أكثر من ذلك أن مايكل شيمينو لم يحصل على فرصة عمل إلا بعد مرور خمس سنوات على ذلك الفيلم وعبر المنتج الإيطالي دينو ديلارونتس. ذلك الفيلم كان «سنة التنين»، فيلم آخر جيد لم ينل ما كان يستحقه من نجاح.