04 أكتوبر 2023

صديقان ينفذان "سطواً" على محل باستخدام فأس وسيف.. فماذا وجدا؟

فريق كل الأسرة

صديقان ينفذان

قرر صديقان تنفيذ جريمة سطو على أحد المحال التجارية التي تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم، لاعتقادهما أنهما سينجحان في الحصول على مبلغ مالي كبير بسبب الإيرادات ونظام العمل اليومي المستمر، إلا أن جميع ما تمكنا من الحصول عليه بعد تخطيط وتدبير لم يكن سوى مبلغ مالي بسيط.

تفاصيل قصة الصديقين، اطلعت «كل الأسرة» عليها من حكم محكمة الجنايات في دبي، والتي كشفت كيف خططا لتنفيذ جريمة السطو، وكيف دخلا إلى المحل، وكيف أخفيا أدوات جريمتهما حتى لا يشاهدها أحد.

بدأت التفاصيل حينما اجتمع الصديقان، وبدآ يفكران في آلية يتمكنان من خلالها الحصول على مبلغ مالي كبير بسرعة من خلال تنفيذ جريمة سرقة وسطو على محل تجاري يشهد حركة نشطة من الزبائن.

اقترح أحد الصديقين أن أفضل خيار لتنفيذ جريمتهما هو استهداف المحال أو البقالات التي تعمل على مدار 24 ساعة، وأن يستهدفا المحل في ساعة متأخرة من الليل أو في ساعات الصباح الباكر على اعتبار أنه الوقت المناسب نظراً لضعف حركة الناس وبالتالي سهولة فرارهما من المكان.

اتفقت إرادة الصديقين على أن يستهدفا المحال التي تعمل بنظام 24 ساعة، وبالفعل بدآ يبحثان عن أحد المحال إلى أن استدلا على محل يعمل في مجال البقالة، ويشهد إقبالاً كبيراً من قبل الزبائن فوضعاه هدفاً لهما، حيث راقبا المحل بحذر شديد خاصة في ساعات الصباح الباكر وحددا الوقت المناسب لتنفيذ مخططهما.

فأس وسيف وتهديد

في يوم التنفيذ، حمل أحد الصديقين كيساً أسود في يده، فيما حمل الثاني حقيبة سوداء ووضعها على ظهره، واتجها مباشرة نحو منطقة المحل، وفي الساعة الرابعة والنصف صباحاً دخلا إلى المحل بسرعة بعد أن تأكدا من عدم وجود أحد من الزبائن في داخله، سوى البائع الرئيسي الذي كان يعمل بمفرده في ذاك الوقت.

يروي البائع في إفادته بالتحقيقات حول ما حدث، قائلاً «تفاجأت بدخولهما إلى المحل، وكان أحدهما يحمل كيساً بلاستيكياً، والآخر يحمل على كتفه حقيبة صغيرة الحجم»، وأضاف «توجها مباشرة إلى صندوق المحاسبة، فسارعت بالتوجه نحو الصندوق لإبلاغهما بأنه يمنع تواجدهما في مكان الصندوق المحاسبي الخاص بالموظفين فقط، لكنني فوجئت بقيام الأول بفتح الكيس الذي يحمل ثم أخرج فأساً من داخله وأشهره في وجهي».

وتابع «في الوقت ذاته، فتح الثاني حقيبته وأخرج سيفاً من داخلها، وشرع الاثنان بتهديدي بالاعتداء علي في حال عدم تمكينهما من أخذ ما في صندوق المحاسبة، ما اضطرني لفتح الصندوق لهما».

استطاع الصديقان إخافة البائع وتمكن الذي كان يحمل فأساً من فتح صندوق المحاسبة وجمع المبلغ المالي من داخله من كافة الفئات ثم لاذ الاثنان بالفرار من المحل بسرعة، وأشار البائع «لحسن الحظ لم يكن الصندوق في ذاك الوقت يحتوي على مبلغ مالي كبير سوى مبلغ 2000 درهم، وقد سرقه الاثنان وهربا».

قدم البائع بلاغاً إلى الشرطة حول واقعة السطو على محله، فحضرت الدورية إلى المكان، وباشرت في عملية البحث عن المتورطين في الجريمة إلى أن قادت التحريات إلى التعرف إلى هويتهما بعد عدة أيام من الواقعة.

تبين للشرطة أن الأول يدعى «ا.ت» فيما الثاني فيدعى و«م.ا»، وكلاهما من إحدى الجنسيات الإفريقية، فأصدرت إذناً من النيابة العامة من أجل إلقاء القبض عليهما، وبالفعل تمكنت من ذلك وجلبتهما من مقر سكنهما.

اعتراف الصديقين

اعترف الأول في تحقيقات النيابة العامة بعد عرضه عليها، أنه والثاني صديقان مقربان جداً، وأنهما اجتمعا قبل 10 أيام من الواقعة، واتفقا على تنفيذ جريمة السطو على المحال التي تعمل بنظام 24 ساعة، مشيراً إلى أنهما بالفعل دخلا إلى المحل وسرقاه باستخدام سيف وفأس.

ادعى الأول أن ما عثر عليه الاثنان في صندوق المحاسبة مبلغ 1360 درهماً، وأن نصيبه من جريمة السطو كان فقط 680 درهماً، فيما أقر الثاني بمثل ما أفاد به الأول وأن نصيبه من جريمة السطو لم يكن سوى 680 درهماً أيضاً، وبقي في حوزته منها 292 درهماً.

حبس وغرامة وإبعاد

رفعت النيابة العامة لائحة اتهام بحق الصديقين، إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، بتهمة «السرقة بطريق الإكراه لمبلغ 2000 درهم من المحل». وطالبت النيابة العامة بمعاقبتهما عملاً بالمادة 438 من المرسوم بقانون اتحادي رقم 13 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، والتي تنص «يعاقب بالسجن المؤقت كل من ارتكب جريمة سرقة إذا وقعت بطريق الإكراه أو التهديد باستعمال السلاح سواء كان الغرض من ذلك الحصول على المسروق أو الاحتفاظ به أو الفرار به»، إلى جانب المطالبة بإبعادهما عن الدولة بعد قضاء مدة الحكم عملاً بالمادة 126 من قانون الجرائم والعقوبات».

دانت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، الصديقين بالتهمة الموجهة لهما، وقررت أخذهما بقسط من الرأفة والرحمة عملاً بالمرسوم بقانون الجرائم والعقوبات وعدم تشديد العقوبة بحقهما، وقضت بمعاقبتهما بالحبس لمدة سنة، وتغريمهما مبلغ 2000 درهم، وأمرت بإبعادهما عن الدولة بعد قضاء مدة العقوبة، لتنتهي بذلك جريمة السطو «المخيبة للآمال» للصديقين خلف القضبان وبدون جمع أية مبالغ مالية كبيرة كانا يحلمان بها.