فاز فيلم Rye Horn للإسبانية جيواني كامبوردا بذهبية مهرجان سان سيباستيان في دورته الحادية والسبعين التي انتهت في 30 سبتمبر، وذلك حسب لجنة التحكيم التي قادتها المخرجة الفرنسية كلير دنى، والتي وصفت الفيلم في مؤتمر صحفي بأنه «أفضل فيلم شاهدته هذه السنة والوحيد الذي اتفقت عليه آراء لجنة التحكيم».
المخرجة خيون كامبوردا تحمل الجائزة
تبعاً لعدد دوراته المذكور، فإن هذا المهرجان الإسباني العريق من أقدم مهرجانات السينما حول العالم. إنه من الجيل نفسه الذي يضم ڤينيسيا (أقدم مهرجان في العالم) و«كان» و«لوكارنو».
مشهد من فيلم The Rye Horn
افتتاح ياباني لمهرجان سان سيباستيان
عرض المهرجان 21 فيلماً احتواها قسم العروض الرسمية بينها ثلاثة أفلام من الرسوم المتحركة، لجانب فيلم ماياكازي الذي مثل اليابان، هي أربعة أفلام إسبانية «القرن الشعيري» (The Rye Horn) لابنة مدينة سان سيباستيان خيون كامبوردا، و«حب» لإيزابل كويشيت و«المسيح» لخافيير كالفو وخامبيير أمبروزي وفيلم المخرج (المخضرم) فرناندو تروبا «يقتلون لاعب البيانو» (They Kill the Piano Playeer). هناك فيلم إسباني خامس إنما كإنتاج مشترك مع ألمانيا للمخرجة إيزابيل هرغويرا بعنوان «حلم السلطانة» Sultana’s Dream
فيلم The Boy and and the Heron
تم الافتتاح بفيلم الأنيميشن الياباني «الصبي ومالك الحزين» The Boy and and the Heron وهو ذاته الفيلم الذي عرضه مهرجان ڤينيسيا وافتتح مهرجان تورنتو الأخير والذي سينتقل من سان سيباستيان إلى مهرجان لوميير الفرنسي ولندن البريطاني. لابد من تسجيل حقيقة أن سان سيباستيان سبق له وأن تداول ثلاثة من أفلام المخرج الياباني هاياو مايازاكي من قبل، إذ سبق وعرض له أفلامه البديعة Ponyo وSpirited Away وThe Wind Rises ودائماً ضمن إقبال حاشد تكرر هذا العام بفيلم العودة إلى العمل بالنسبة لمخرجه (بعد 10 سنوات انقطاع). «الصبي ومالك الحزين» واحد من حفنة أفلام أنيميشن قدمها المهرجان في مسابقته.
أفلام الدول المشاركة في المهرجان
ثلاثة أفلام فرنسية توالى عرضها جميعاً وسط الاهتمام المعتاد لتلك السينما (وإحباطات معظمها أيضاً) وهي «عمل حقيقي» لتوماس ليلتي و«الجزيرة الحمراء» لروبن كامبيلو و«الخليفة» (Le Successeur).
الأفلام الباقية توزعت بين الأرجنتين وبريطانيا وبولندا وفيلم ياباني آخر («الغياب الكبير» لكي شيكا أورا) والدنمارك وتايوان وفيلمان من الإنتاج الأمريكي المستقل هما «كل الأيدي الوسخة ذات طعم مالح» لرافن جاكسن، و«أزواج سابقون» لنوا فريتزكر. كلاهما من موجة جديدة ما زالت مجهولة القيمة فنياً.
وهذه هي حال معظم المخرجين المشاركين، فواقع الأمر هو أن المهرجان الإسباني لا يستطيع استيعاب الأسماء الكبيرة لأن هذه تفضل الذهاب إلى برلين وكان وفينيسيا. هذا يتركه أمام الأعمال التي إما شوهدت في تلك المهرجانات ولم يتم انتخابها للعروض فيها أو التي اختارت سان سيباستيان كمحطة عرض أول. في كلتا الحالتين هناك عدد غالب من المخرجين الجدد وهؤلاء لا يصنعون البريق المطلوب. جل ما يستطيعون فعله هو طرح ما لديهم وانتظار تحكيم اللجنة.
حكاية نسائية من أستراليا
من الأفلام الأخرى التي لفتت الاهتمام (ولو أن أحداً لم يتحمس كثيراً له) هو الفيلم الأسترالي «فندق رويال» لكيتي غرين. دراما مع أجواء رعب تقع في بعض مناطق أسترالية تصور الوضع المعادي للمرأة كما لو أنه برهان على ما ذهبت إليه المخرجة الإسبانية في «حلم سلطانة». إلى منطقة ما زالت على بعد سنوات ضوئية من المدنية، تصل فتاتان (جوليا غارنر وجسيكا هنويك) سائحتان إلى فندق معزول يديره (والحانة التي فيه) بيلي (أوغو ويڤينغ) المفتن بنفسه والذي يمثل لا السلطة البدنية فقط بل والسلوكية أيضاً. لم يكن ذلك بخيار الفتاتين بل بسبب اكتشافهما أنهما باتتا مفلستين وبحاجة إلى العمل.
يستمعان إلى نصيحة أسداها رجل من سيدني ومفادها أن يحتشما لأن الرجال في هذه البلدة الصغيرة ليسوا كرجال المدن. يبتسم المرء عند هذه المقارنة لأنها النصيحة ذاتها التي قد تسمعها أي فتاة من المدينة الكبيرة عندما تنتقل إلى الريف لأي غرض. مهما يكن، يمتثلان للنصيحة لكن امتثالهما لا يفيد كثيراً فالرجال السكارى غوغائيون، ممتلئون بالنوايا الحسية والفتاتان هما هدية لغاية المتعة غير المحدودة.
خيبة وضع جديد
خيبة أمل كثيرين كانت مختلفة وبطلها الممثل الأسباني خاييه باردام، ولو أنه ليس مصدر المشكلة. الذي حدث أنه قبل بدء المهرجان بأسابيع عديدة تم طبع ملصقات جدارية ومعلقة تم توزيعها في أنحاء مدينة سان سيباستيان للممثل وهو في صورة مبتسمة. تحت الصورة وإلى جانبها وردت عبارات ترحيب المهرجان بالممثل المعروف كونه سينال جائزة خاصة لمجمل أعماله. ثم وقع إضراب الممثلين في هوليوود وباردام عضو في النقابة هناك وهذه قررت ألا يقوم أي ممثل بقبول أي فعل ترويجي من أي نوع إلى أن يتم حل المشاكل العالقة التي من أجلها تم الإضراب. لا مقابلات ولا بساط أحمر ولا تكريمات أو احتفاءات.
نتيجة ذلك، ألغى المهرجان الاحتفاء بالممثل لكنه لم يسارع لنزع تلك الملصقات بل بقيت شاهداً على الوضع الذي تبدل.