هذا الفيلم إنتاج تونسي 2023، إخراج عفاف بن محمود، خليل بنكيران. أمضت المخرجة الجديدة عفاف بن محمود عدة سنوات تكتب وتعيد كتابة السيناريو الذي تم في النهاية تحقيقه وإنجازه في الأشهر الأولى من هذا العام.
المخرجة لحظة وصولها للمشاركة في مهرجان فينيسيا السينمائي الأخير
يبدأ باستعراضات عصرية راقصة. المشهد يستمر لنحو عشر دقائق لدرجة أن المشاهد قد يبدأ بالاعتقاد أن الفيلم بأسره سيكون على هذا النحو وبالموسيقى وحدها من دون حوار. بعد ذلك هناك القرار بمواصلة الجولة التي كانت الفرقة بدأتها منذ شهور والآن لم يعد لديها سوى محطة أخيرة. لكن عايدة (عفاف بن محمود ذاتها) تصاب برضوض حين يدفعها شريكها في الاستعراض (سيدي العربي الشرقاوي) من دون قصد إلى الأرض. على ذلك، هي مصرة على ركوب الحافلة التي ستقل الجميع إلى وجهتهم الأخيرة.
في قلب الليل تتوقف الحافلة على طريق جبلية مقطوعة لانفجار أحد عجلاتها. ليس هناك من تفسير لمَ لم يحتفظ سائق الحافلة بعجلة احتياط يستخدمها، لكن الناتج هي بدء أفراد الفرقة (نحو عشرة أفراد بينهم الممثل الفلسطيني صالح بكري) المشي في قلب الليل صوب ما يعتقدون أنه البلدة القريبة.
الكثير من المناجاة في هذا المشوار الطويل والمرهق لا على أفراد الفرقة فقط بل على أفراد المشاهدين. صحيح أن الفيلم يوفر حبكة يرغب المشاهد في متابعتها، لكن الأحداث التي تقع خلال الرحلة على الأقدام (والتي منها ظهور قردة تثير الخوف في أفراد الفرقة) متباعدة والمسافة ملأى بالحوارات وبعض المشاهد الاستعراضية.
فريق العمل في الفيلم
كل ذلك منفذ جيداً على نحو عام. المخرجان يدركان السبب الذي من أجله يقومان بتحقيق الفيلم. هناك مواقف عاطفية ولو مبتورة لكنها تدخل في صميم التركيبة الحدثية.
الغاية من كل ذلك وهو إظهار ما قد يحدث في «كواليس» فرقة مسرحية من تجاذب علاقات وطرح نقاشات وتصوير وجوه وأجساد متعبة وقلقة. ما كان الفيلم بحاجة إلى بطانة سميكة تضيف إلى كل ذلك مواقف أكثر تنوعاً وحدة. غير ذلك، هو مجرد فيلم يحمل قصة جديدها أنها تدور حول فرقة استعراضية في ورطة. بالتالي، كان يحتاج إلى عين ثالثة خلال كتابة السيناريو ربما لإضافة ما يلزم.