ضمن فعاليات «السركال ليتس» لهذا الموسم، أطلقت الفنانة الإماراتية مريم عباس معرضها «تيرا إيفيميرا، رسم خرائط بصرية للمرونة»، بمستاريا غاليري بدبي، والذي يعد بمثابة استكشاف فني للجوانب غير المرئية في البيئة الإماراتية وطبيعتها، ويستمر حتى 19 أكتوبر الجاري.
تعد مريم عباس رسامة ومصممة وفنانة بصرية متأثرة بشكل عميق بالعمارة وعلم الأزهار والنباتات والخلفية الثقافية المحلية الغنية التي تحيط بها، إذ تعتقد أن فن العمارة يروي قصص الماضي، بينما تعكس الطبيعة الأهمية الثقافية والتاريخية، وهي تعتمد في رسوماتها على تقنيات الأكريليك وأقلام الرصاص والحبر لإبراز رحلتها الإبداعية العميقة في مجال الفن، وحظيت بتقديرات متعددة عبر منصات مختلفة.
جمال الطبيعة في دولة الإمارات
تسلط الفنانة مريم عباس في معرضها، الضوء على جمال زهور ونباتات الإمارات المحلية، إذ تشير إلى أن المناظر الطبيعية قد تحتوي على جمال يضاهي فن العمارة الحديثة بالإمارات، وتقول «تعني كلمة «تيرا» في اللاتينية «الأرض»، وفي مجموعتي تمثل الأساس الذي تتشارك فيه جميع العناصر الطبيعية والهندسية، و«إيفيميرا» تشير إلى كل ما هو مؤقت أو متغير بمرور الوقت، وفي سياق المعرض تشمل «إيفيميرا» المناظر الحضرية المتغيرة باستمرار وطابع النباتات الصحراوية المتجددة والمتغيرة معاً، إذ تجمع «تيرا إيفيميرا» بين الروح المتجددة للأرض الإماراتية وبين عناصرها».
نباتات طبية وألوان الفجر والغسق
وعن نوعية النباتات والأزهار التي تميز البيئة الإماراتية وتم الإشارة إليها في لوحاتها، تعلق الفنانة مريم عباس «اخترت بعناية مجموعة صغيرة من النباتات المزهرة لتظهر في لوحاتي، إذ تمتلك كل واحدة من هذه النباتات خصائص طبية قيمة وكانت تستخدم في علاج أمراض متنوعة في الماضي. أما عن الألوان المستخدمة فتحتوي لوحاتي على مجموعة متنوعة من تدرجات الألوان وقت الفجر والغسق، إذ أتاحت لي هذه المجموعة إحداث نوع من المزج بين الإضاءة والمشاعر المختلفة التي ترافق أوقات يومنا، فعلى سبيل المثال، تنقل لوحات الفجر الصفاء والانتعاش، بينما تعبر لوحات الغسق عن جو حيوي نابض بالحياة يعكس الحياة الليلية في الإمارات، ويتيح لي هذا التنوع أيضاً التلاعب بالضوء والظل وإنشاء تركيبات مميزة».
رسومات وخربشات مريم عباس
وأضافت الفنانة مريم عباس «الرسم كان دائماً شغفي منذ أن كنت طفلة، فبعد قراءة أي قصة كنت أمسك بالقلم الرصاص وأقلد الرسومات الموجودة فيها، وأتذكر خلال سنوات دراستي كنت غالباً ما أتلقى تنبيها من معلماتي بسبب ملء كتبي بالرسومات والخربشات، وبسبب هذا الارتباط قمت بعمل مجموعة مكونة من سبع رسومات توضيحية نباتية بالقلم الرصاص الملون بالطريقة الكلاسيكية، إذ تصور كل منها نوعاً واحداً من النباتات، كما تصور اللوحات الأكريليكية الكبيرة النباتات بطريقة خيالية، لذلك اخترت أن تكون رسومات قلم الرصاص واقعية للحصول على نظرة وفهم أفضل للنباتات».
وفي تعليق على أحب الأعمال إليها، قالت «عملت بجد على كل قطعة في هذا المعرض، إلا أن أحب الأعمال إلى قلبي هي لوحة «Dandy» الأشبه بلوحة راقصة، كما أحب رسمتي التي جعلتني أول إماراتية تم عرض أعمالها على صفحة «إنستغرام» الرسمية، لتنال إعجاب أكثر من مليون متابع، وهي رسمة الغرافيت الصغيرة لجامع الفاروق عمر بن الخطاب في جميرا بدبي».
