كان مهرجان نانت الفرنسي إحدى المحطات السنوية المهمة عندي. مهرجان جيد التنظيم ويهتم بالسينمات العربية واللاتينية والآسيوية والإفريقية. تجد فيه العديد من الأعمال الجيدة التي لم تعرضها المهرجانات الكبرى.
ذات مرة وصلت إلى المطار وفوجئت بحفاوة كبيرة غير معتادة. سابقاً ما كانت هناك حفاوة جيدة بالطبع، لكن هذه كانت مميزة من أول خطوة في المطار وصولاً إلى الجناح الذي خصص لي. قلت في نفسي «والله الجماعة بدأت تقدر النقد والنقاد وتعاملهم كما يستحقون. يا ريت كل المهرجانات تحتذي ذلك».
بعد نحو ثلث ساعة من الاستراحة في الجناح في أفضل فندق في المدينة، رن الهاتف وإذا بصوت أحد الذين استقبلوني يخبرني أنه أخطأ معتقداً أنني فلان الفلاني الآتي من الهند لرئاسة لجنة التحكيم.
قال «أعتذر عن هذا الخطأ الجسيم، لكننا اعتقدنا أنك هو وتركنا رئيس اللجنة في المطار بلا أي دليل مرافق». ضحكت، قبل أن يقول: «هناك سيارة جاهزة لك لكي تأخذك إلى الفندق الذي اعتدنا تخصيصه للنقاد والصحافيين».
كنت مستعداً فقلت له فوراً: «أن أترك الجناح لرئيس لجنة التحكيم لا بأس، لكن أن أترك الفندق، هذا صعب. ضعني في غرفة عادية لكني لن أنتقل إلى فندق آخر»... وكان لي ما رغبت.