16 أكتوبر 2023

تقتل زوجها الكفيف وتستعين بشقيقها للتخلص من الجثة.. والسبب صادم

فريق كل الأسرة

تقتل زوجها الكفيف وتستعين بشقيقها للتخلص من الجثة.. والسبب صادم

عقب القبض عليها وسقوطها في قبضة رجال المباحث، قدمت مبررات واهية لجريمتها، أكدت أن انحرافات زوجها هي السبب في كل ما وصلت له من خزي وعار، ألقت بأذيال جريمتها على الظروف المحيطة بها، وكأنها حمل وديع لا تملك من أمرها شيئاً، تفوقت على الشيطان في التخطيط والمكر والخداع، قامت بقتل زوجها ثم التخلص من جثته في أحد الأماكن النائية، ثم عادت لممارسة حياتها بشكل طبيعي، وكأن شيئاً لم يكن إلى أن تم كشف المستور.

بدأت القصة ببلاغ مثير تلقاه رئيس مباحث قسم شرطة العاصمة من أحد الأشخاص يفيد باختفاء شقيقه منذ فترة تجاوزت بضعة أيام دون أي أنباء أو أخبار تفيد عن مكانه، مضيفاً أن هناك أمراً غامضاً غير معلوم، خصوصاً مع رفض زوجته الإبلاغ عن غيابه بحجة أنهما تشاجرا معاً قبل الاختفاء وبسبب شدة غضبها من زوجها المختفي لم تهتم لغيابه. كانت هذه الكلمات هي ملخص ما تقدم به شقيق الزوج المختفي في بلاغه أمام رجال مباحث العاصمة.

لامبالاة الزوجة.. أول خيوط الشكوك

تلقى رئيس مباحث العاصمة هذا البلاغ بانزعاج شديد خصوصاً أن الكلام يدعو للريبة والشك، لم يكن أمام رئيس المباحث في بداية الأمر إلا تحرير محضر يفيد باختفاء شقيق المبلغ، ومن ثم بدأ رجال البحث الجنائي في تحريات مكثفة وموسعة لبيان حقيقة الأمر. كان أول خيوط التحريات والتحقيقات، استدعاء زوجة الشخص المختفي للاستماع إلى أقوالها ومعرفة أسبابها ومبرراتها التي دفعتها لعدم الإبلاغ عن اختفاء زوجها، وأثناء التحقيق معها، كان يبدو عليها أنها لا تكترث لأمر زوجها المختفي من الأساس، كانت قوية ومتماسكة وتظهر لامبالاة كبيرة وكأن الأمر لا يعنيها في شيء، مشيرة إلى أنها اكتشفت قبل اختفاء زوجها ببضعة أيام أنه متزوج بأخرى، وبالتدقيق في الأمر علمت أنه تزوج من حبيبته السابقة بعد طلاقها، ما دفعها للتشاجر مع زوجها بعد اعتبارها أن هذا الأمر يمثل خيانة كبرى لها.

مفاجأة الزوجة الثانية

وواصلت الزوجة كلامها، قائلة «خيرت زوجي بيني وبين زوجته الثانية، لكنه لم يمنحني أي إجابة وترك المنزل غاضباً، وقبل خروجه أكدت له أنه لن يعود إلى البيت مرة أخرى ولن أسمح له باحتضان أو لمس أطفاله إلا بعد أن يعود إلى رشده وصوابه». ظنت أن زوجها سيختارها ويختار استقرار بيته ويفضلها عن غيرها خصوصاً بعدما وقفت بجانبه كثيراً وتحملت كل ظروفه والتي يأتي على رأسها إعاقته البصرية، حيث كان يعاني ضعفاً تاماً بالبصر ولا يرى إلا بصيصاً من النور، لكن زوجها خرج ولم يعد، مشيرة إلى أنها ظنت أنه يقيم عند زوجته الثانية.

كانت هذه الكلمات والجمل الرنانة هي ملخص ما قالته الزوجة أمام جهات التحقيق أثناء الاستماع لأقوالها، ما فسر سبب عدم اهتمامها بغياب زوجها أو السؤال عنه. بدأ الفصل الثاني من التحريات باستدعاء الزوجة الثانية للتأكد من تواجد زوجها في بيتها، لكن المفاجأة أن كلامها لم يختلف عن كلام زوجته الأولى حرفياً، مشيرة إلى أنها تشاجرت معه بعد علم زوجته الأولى بأمر زواجهما، ومنذ ما يقرب من أسبوعين لا يتصل بها ولا تعلم عنه أي شيء وكانت تظن أن السبب في هذا الأمر المشكلات التي سببتها له زوجته الأولى. أصبح رجال البحث الجنائي في حيرة من أمرهم، خصوصاً بعد الاستماع لكلام الزوجة الثانية، ما دفعهم لتطوير خطة البحث وعمل نشرة أمنية بمواصفات الزوج الغائب في المستشفيات المختلفة وحول بعض الأكمنة الأمنية للتأكد من تواجده داخل البلاد من عدمه، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل.

لغز الجثة المجهولة

على الجانب الآخر، وبعد مرور ما يقرب من ثلاثة أسابيع على البلاغ الذي تقدم به شقيق الزوج المختفي، عثر بعض العمال على جثة لرجل في بداية العقد الرابع من عمره، أثناء قيامهم ببعض الأعمال الإنشائية على إحدى الطرق الجانبية المتطرفة، ما دفعهم على الفور للإبلاغ عن الأمر. انتقل رجال مباحث العاصمة لمكان البلاغ لاستطلاع الأمر، كان المجني عليه يرتدي ملابسه كاملة، لكن الجثة في حالة تعفن وتحلل جزء كبير منها. وعلى الفور بدأت تحريات وتحقيقات مكثفة، كانت أولى الخطوات هي تحديد شخصية المجني عليه، وبعد البحث والتحري تبين أن مواصفات الجثة التي تم العثور عليها تتطابق مع بلاغ أحد الأشخاص، ما دفع رجال المباحث لاستدعاء صاحب البلاغ للتعرف إلى الجثة، وتبين أنها بالفعل جثة شقيقه.

أكدت كل تحريات المباحث أن المجني عليه يتمتع بحسن السير والسلوك والسمعة وليس لديه أي نوع من العداوات مع أي شخص، كما أن أموره المالية عادية ما ينفي شبهة أن تكون الجريمة تمت بدافع السرقة مثلاً أو أي شيء من هذا القبيل.

بدأت أنظار رجال البحث الجنائي تتجه صوب كل من زوجة المجني عليه الأولى والثانية، خصوصاً بعد تشابه أقوالهما في التحقيقات الأولية، بالإضافة إلى تأكيد كل زوجة منهما بشكل منفرد أنها تشاجرت مع المجني عليه وكلتاهما طلبت منه طلاق إحداهما. تم تضييق الخناق على الزوجتين لمعرفة تفاصيل أكثر عن علاقتهما بالمجني عليه، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن زوجته الثانية (الزوجة الجديدة) ليس لها أي علاقة بهذا الأمر من قريب أو بعيد، لذا بدأت الأنظار كلها تتجه صوب الزوجة الأولى، التي أنكرت صلتها بالجريمة، لكن تقرير المعمل الجنائي أكد أن بصماتها كانت على جثة المجني عليه، ما يؤكد أنه كانت هناك مقاومة من المجني عليه دفاعاً عن نفسه.

وهنا لم تجد الزوجة مفراً من الاعتراف بكل شيء تفصيلياً بعد محاصرتها بالأدلة والبراهين، مؤكدة أن زوجها استحق هذا المصير بعد خيانته لها وقيامه بالزواج بأخرى في السر، مشيرة لأنها فور علمها بزواجه من حبيبته السابقة طالبته بتطليقها لكنه رفض، فنشبت بينهما مشاجرة عنيفة قامت فيها الزوجة بتوجيه طعنات قاتلة لزوجها مستغلة إعاقته البصرية، مضيفة أنها استعانت بشقيقها للتخلص من الجثة في أحد الأماكن النائية.

تمت إحالة المتهمة بقتل زوجها الكفيف إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسها 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معها، تمهيداً لإحالتها إلى محكمة جنايات العاصمة بتهمة القتل العمد ومحاولة تضليل العدالة.

* القاهرة: كريم سليمان