بعد 50 سنة من إنتاجه، ها هي هوليوود تعود مرة أخرى إلى قديمها «طارد الأرواح» عبر تحقيق استكمال لحكاية، توسع رقعة الأحداث ولا تؤتي ثمارها، وذلك من خلال فيلمها الجديد Exorcist: Believer، وهو من إخراج: ديڤيد غوردون غرين
في السينما، الفرق بين Sequel وReboot محدد. الكلمة الأولى تعني «استكمال» أو «تكملة»، الثانية تعني «إعادة تشغيل». المخرج ديڤيد غوردون غرين، ينفي أن يكون فيلمه الجديد «طارد الأرواح: مؤمن» إعادة تشغيل لأن القصة تختلف تماماً وإعادة التشغيل عادة لا تتطلب قصة جديدة.
نعم هو كذلك، استكمال يقع على بعد 50 سنة من الفيلم الأول في السلسلة، ذلك الذي أخرجه وليام فريدكن. لكنه في الوقت ذاته إعادة تشغيل. ليس أن الفيلم الجديد يحكي القصة السابقة مجدداً، بل من حيث إن الرغبة هي إعادة تشغيل الاهتمام الشعبي بحكاية الأرواح التي تمتلكها الشياطين وتديرها صوب الشر المطلق. كلمة Exorcist باتت مصنع تفريخ لأفلام عديدة، انتمى أربعة منها مباشرة للفيلم الأصلي، والباقي توزع في أفلام تحت عناوين مختلفة أشهرها سلسلة «الفأل» (The Omen).
في كل الحالات هي حكاية شيطان يدخل فتاة أو صبياً ويحتل روحه وبدنه. في الفيلم الجديد هناك فتاتان (واحدة سوداء والثانية بيضاء) تتعرضان لهذا الاحتلال وحالتهما تستدعي، بعد مقدمة جيدة تستمر لنحو نصف ساعة، الاتصال بالأم كريس (إيلين بيرستين) التي خسرت ابنتها (ليندا بلير) في الفيلم السابق. الغاية من التواصل معها هي توظيف خبرتها في هذا المجال. لكن خبرة كريس لن تفيد لأن على الفيلم أحداثاً تمنع أن ينتهي الفيلم سريعاً، بل عليه مضغ الطعام ذاته لساعتين.
كانت الفتاتان الصغيرتان دخلتا غابة (تقع الأحداث في بلدة في ولاية جورجيا) واختفتا لثلاثة أيام. حين عادتا لم تعد أي منهما الفتاة المعهودة. بعد ذلك هو صراع بين الخير والشر. لكن في حين أن الفيلم الأول وما تلاه منحا الكنيسة الكاثوليكية دوراً أساسياً في مجال هذا الصراع، يستخدمها الفيلم الجديد كعامل بعيد عن ناصية المحاولات لاستخراج الشيطان من الجسد. المجتمع، حسب الفيلم، بفئاته المختلفة هو من سيقوم بذلك.
بعد وصول الفيلم إلى المشاهد الأولى للفتاتين وقد تبدلت حالهما من البراءة إلى الشر المطلق (صورة وصوتاً) ينطلق الفيلم في مشاهد روتينية مألوفة ومتوقعة. الرعب المنوي إنجازه يتوقف عند حدود إحداث صدمات. بعد حين يتعود المشاهد عليها (هذا إذا لم يجدها معتادة من البداية) ولا يبقى من الفيلم إلا انتظار نهايته.