ذات مرة أفتى أحد السينمائيين الأمريكيين بأن الأصل في الفيلم الجيد هو موقع التصوير. كررها ثلاث مرات Location...Location... Location
ونكرر هنا ثلاث مرات Wrong... Wrong...Wrong
الواقع هو أن السيناريو هو خطة العمل التي لابد منها لبناء الفيلم. عليه يتم التخطيط وفيه تحدد الشخصيات والأحداث وبه جميعاً يكمن الجواب على السؤالين: ماذا يريد الفيلم أن يقول؟ وهل هو ممكن أو لا؟
هذا رغم أن الجيل المؤسس للسينما في هوليوود لم يتعلم لا الكتابة ولا الإخراج في أي مدرسة. لم يقرأ أي كتاب لكنه مارس الكتابة وتعلم من أخطائه وبرع في مهنته حين كانت السينما طازجة.
لكن الحال مختلفة اليوم عن تلك البدايات. السيناريو خطوة مهمة لفيلم جيد إذا ما كان النص والإخراج جيدان بدوريهما. عندنا لا يعي البعض أهمية هذه القاعدة فيبدأ بكتابة النص مستنداً إلى نموذج ما. هنا تبدأ المشكلة فبغض النظر عن قيمة هذا النموذج، لابد من علم مسبق.
كبداية، لابد من تحديد ما المطلوب من السيناريو القيام به. هل هو مجرد سرد قصة أو ترجمة لمشاعر وآراء ذاته. الفارق بالطبع أن السينما في هذا المجال هي إما شخصية وإما جماهيرية، والشق الأخير يعني إن الكاتب يريد سرد حكاية.
ودائماً لابد من سبب للسيناريو. سبب بعيد عن مجرد صنع فيلم يدر المال أو يدر الجوائز. لماذا ستسرد قصة عصابة مخدرات وأسلحة وما شابه (موضوع مطروح في العديد من أفلام اليوم) إذا لم تكن هناك رسالة تحتية ما. قصة حب لا تعني شيئاً إلا إذا كانت تنص على بعد ما.
ويفيد كثيراً مشاهدة الأفلام المرموقة من زاوية الكتابة أو قراءة السيناريوهات المنشورة على النت. البديل هو ما هو رائج اليوم بين الكثير من الأفلام العربية للأسف.