22 أكتوبر 2023

أسرة تنهار فوقها "مقبرة فرعونية" وزجاجة ماء تنقذ الأم

فريق كل الأسرة

أسرة تنهار فوقها

رغم كل التحذيرات والمخاطر التي يتعرض لها الباحثون عن الآثار، إلا أن حلم الثراء السريع يبقى هو الدافع والمحرك الأساسي لـ «خبطة العمر» كما يصفها البعض، لكن في كثير من الأحيان تكون العواقب وخيمة وربما الثمن هو الحياة نفسها، وهذا ما حدث على أطراف إحدى المدن عندما دفعت أسرة بالكامل حياتها ثمناً لهذا الوهم بعد انهيار المقبرة عليهم أثناء التنقيب عن الكنوز الأثرية..

«لعنة الفراعنة».. زوجة وثلاثة أبناء

اختار الضحايا مكاناً آمناً للقيام بنشاطهم المشبوه، أما الأمر المثير، أن كل الضحايا كانوا من أسرة واحدة زوج وزوجة وثلاثة من الأبناء، كانت خطتهم هي التنقيب عن الآثار والكنوز المزعومة، بعدما أشار عليهم البعض أن هذا المكان مملوء بالكنوز والآثار المصرية القديمة التي قطعة واحدة منها ستغير مجرى حياتهم تماماً من النقيض إلى النقيض، لكن يخشى البعض الاقتراب من هذا المكان بسبب الخوف من لعنة الفراعنة. كانت هذه هي البداية، لكن ما حدث بعد ذلك فاق حدود المعقول، اختيار الأسرة هذا المكان بعيداً عن العيون والأنظار كان سلاح ذا حدين، كما سنوضح لاحقاً، ربما الوحيدة التي كتب لها القدر النجاة من هذا الفخ بالصدفة البحتة كانت الزوجة.

الناجية الوحيدة من الحادث

بدأ الكشف عن القصة المثيرة من خلال بلاغ تقدمت به الزوجة الناجية الوحيدة من الحادث، حيث فوجئ رئيس مباحث المنطقة التابع لها الضحايا، بسيدة في نهاية العقد الرابع من عمرها تقتحم عليه مكتبه وهي في حالة يرثى لها، حاول تهدئتها والاستماع لشكواها لكنها طلبت منه إنقاذ عائلتها من الموت، كما طلبت منه الإسراع في طلب الإسعاف بشكل عاجل لأن عائلتها تحت الأنقاض، انتفض الضابط من مكانه، ظن أن منزلهم انهار فوق رؤوسهم.

على الفور تم استدعاء رجال الإنقاذ ورجال الإسعاف وتم التوجه إلى مكان البلاغ بسرعة كبيرة على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن بعد وصول القوات إلى المكان بدأت المفاجأة تنكشف تباعاً، حيث تبين أن الضحايا ما هم سوى مجموعة من المنقبين عن الآثار بشكل غير شرعي، وأثناء التنقيب والحفر داخل سرداب سري في باطن الأرض انهار المنزل فوق رؤوسهم جميعاً، وهم الزوج رب الأسرة وبرفقته ثلاثة من أبنائه الذكور كانوا يقومون بمساعدته في الحفر والتنقيب.

كشف الحقائق

سادت حالة من الرعب في القرية بعد معرفة حقائق هذا الانهيار، الجميع كان في حالة من الترقب والحذر لما ستسفر عنه عمليات الإنقاذ، خصوصاً بعد أن اختفى أثر الضحايا الأربع بعد أن أغلقت عليهم فتحة الخروج الوحيدة. كان الهدف الأول لرجال الإنقاذ هو محاولة إخراج أي ناجين من هذا الانهيار على قيد الحياة، لكن ضيق المساحة والمكان ساهم بقوة في بطء حركة التعامل مع الحادث، وأخيراً بعد محاولات مضنية تمكنت القوات من إعادة فتح نفق مكان الانهيار لاستخراج الضحايا، لكن بكل أسف كانوا في غياهب الموت بعد أن تعرضوا للاختناق التام لبضع ساعات.

كان المشهد حزيناً ومهيباً، زوجة خسرت عائلتها بالكامل في غمضة عين أثناء البحث عن حلم الثراء الوهمي، كانت الزوجة والأم المكلومة تموت في كل لحظة ودقيقة وهي ترى زوجها وأبناءها الثلاثة يخرجون الواحد تلو الآخر جثثاً هامدة بلا حراك أو أنفاس، بعد أن كانوا يملؤون حياتها نبضاً وحيوية.

اعترافات الزوجة والأم المكلومة

على الجانب الآخر تم التحفظ على الأم الزوجة صاحبة البلاغ، للتحقيق معها لمعرفة تفاصيل ما حدث، حيث قدمت السيدة المكلومة اعترافات تفصيلية حول الحادث الغريب، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى الموت معهم بدلاً من البقاء على قيد الحياة بدون عائلتها، مؤكدة في اعترافاتها أنها نجت من الموت بأعجوبة وبالصدفة البحتة بعدما كانت مع الضحايا داخل الحفرة، كانت دموعها تسبقها وهي تقدم اعترافاتها الحزينة، قائلة «علم زوجي الراحل بوجود كنز أثري مدفون في هذا المكان عن طريق أحد الدجالين، ونظراً لأن زوجي كان يمر بضائقة مالية كبيرة، اقترح علي الانتقال إلى أطراف المدينة لنكون بجوار الكنز الأثري المزعوم، ولم أتردد لحظة في الموافقة على اقتراحه للخروج من الأزمة المالية الطاحنة التي نمر بها».

واصلت السيدة كلامها ودموعها فوق وجنتيها كالأنهار «بدأ الحفر منذ بضعة أسابيع مستخدمين أدوات بدائية مثل الفأس وغيره، وكانت عملية الحفر تتم في أوقات متأخرة من الليل حتى لا يكتشف أمرنا. ويوم الحادث وصلنا إلى عمق أكبر، وكان الأمل يراودنا في الوصول إلى مبتغانا. كنا جميعاً داخل حفرة البحث عن الكنز، لكن زوجي وأبنائي طلبوا إحضار زجاجة من الماء لشعورهم بالعطش الشديد، وبمجرد خروجي من الحفرة لإحضار الماء، سمعت صوتاً ضخماً خلفي أشبه بالانفجار وعندما استطلعت الأمر فوجئت أن المكان انهار تماماً فوق رؤوس الجميع وأصبحت أنا الناجية الوحيدة من الموت، ما دفعني للإبلاغ عن الحادث والاعتراف بكل شيء على أمل إنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن كل شيء انتهى في غمضة عين».

انتهت اعترافات السيدة المكلومة وتمت إحالتها للنيابة العامة بتهمة التنقيب عن الآثار ولا نعلم موقفها النهائي، حيث أمرت النيابة العامة بحبسها 4 أيام على ذمة القضية، تمهيداً لإحالتها لمحكمة جنايات العاصمة للنظر في أمرها.

إقرأ أيضاً: صرخة زوجة أمام محكمة الجنايات: هددني بالفضيحة ولم أقصد قتله