قال معرفاً بصديقه: «الأستاذ معه ماستر في النقد السينمائي». قلت له أهلاً وسهلاً وسألته من أي جامعة نال هذا «الماستر» فقال من جامعة هارفارد. في أي سنة؟ في العام الماضي. ما هو منهج التعليم هناك؟ هنا اضطرب قليلاً وقال إنه برنامج يحتوي على النقد الأدبي والثقافي عموماً والسينمائي خصوصاً.
صمت حتى لا أحرجه وتحدثنا في مسائل عامة، لكن خريج هارفارد سألني: «كيف تختار الأفلام التي تكتب عنها؟». قلت له: «لا أختار. أكتب عن كل فيلم أراه». سألني عن أفضل فيلم شاهدته في حياتي، وهذا سؤال قد يطرحه شخص غير متخصص فأجبته إنه لا يمكن أن يوجد فيلم واحد. هناك 100 أفضل فيلم. فزم شفتيه كما لو أنني وبخته ثم صمت قليلاً، وقال بينما كنت أرتشف فنجان الشاي: «تعلمنا في هارفارد أن نكون محددين وأن نختار ما نشاهده وما نكتب عنه بعناية وعدم الاهتمام بالإنتاجات السخيفة التي تنتجها هوليوود»..
«هل كل أفلام هوليوود من مستوى واحد؟». أجاب: «بالتأكيد. هل ترى أي فرق؟». نظرت إليه ثم قلت: «بالتأكيد هناك فروقات واتجاهات ومستويات. هل شاهدت أفلام أنطوني مان؟». قال «تقصد Heat؟ نعم شاهدته. لم يعجبني».
أخلاقي طلبت مني أن أتصرف عكس ما شعرت به وأردت البوح به، لكني تحاملت وقلت: «لا. مخرج «هيت» هو مايكل مان وليس أنطوني مان». هز برأسه ولم يتحدث. وبعد قليل هبطت السعادة إذ قام عن كرسيه وقال لصديقه إنه سيقابله لاحقا ثم صافحني وابتعد.
قلت للشخص الذي عرفني عليه: إذا كان صديقك هذا خريج هارفارد فأنا ملك بريطانيا..