02 نوفمبر 2023

محمد رُضا يكتب: بخصوص ‪جيمس وودز

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

محمد رُضا يكتب: بخصوص ‪جيمس وودز

انتشر على المواقع المختلفة إعلان الممثل، جيمس وودز، الداعي إلى قتل الفلسطينيين أينما ثقفوا، لكونهم، في مفهومه «حشرات» لابد من سحقها. وفي الولايات المتحدة كان هناك مؤيدون، ومعارضون، على عكس ما حفلت به المواقع العربية من تنديد شامل.

والواقع أن كل شخص حر في موقفه. والموقف هو عادة ما ينتج عن مدارك مختلفة من شخص لآخر، تبعاً لمفهومه الشخصي لما هو صحيح وخطأ. وودز لا يختلف في ذلك عن رجل أعمال، أو رئيس جمهورية، أو طباخ في مطعم إيطالي، أو منتج سينمائي، أو صاحب دكان. ما هو مختلف هو أنه ممثل على بعض الشهرة الناتجة عن إداءات لا بأس بقيمتها الدالة على موهبة، من خلال أفلام جيدة قام ببطولتها، أو التمثيل فيها، من دون بطولة في الثمانينات والتسعينات، من القرن الماضي.

وحتى لو إنه كان ممثلاً ناجحاً اليوم، فإن موقفه السياسي يبقى شخصياً. والأكثر من ذلك أن القائمة التي وقّعها أكثر من 100 ممثل وممثلة، وتم إرسالها إلى رئيس البيت الأبيض مؤيدة سياسته الرعناء بخصوص الحرب الحالية، لا قيمة لها على أرض الواقع، تمنح الموقعين قراءة أسمائهم في الأخبار فقط.

لكن المعارضين للحرب هم المميزون أكثر، والذين تركوا، عبر توقيع عريضتهم، التميز المنشود، ولو أن ذلك في نهاية المطاف لن يغيّر في المسار السياسي أي شيء. في الحالتين الموقفان يصبان في بريد الرئيس على نحو «شكراً لكم، أخذنا علماً بذلك».

وهذا لا يعفيه، بل يدينه، كونه أفصح عن مدارك محدودة ناتجة عن فهم قاصر. هو يميني متطرف حتى من قبل حرب غزة. لكن ما لم يُلقَ الضوء عليه هو أن رأيه في الفلسطينيين، والعرب، والليبراليين، والحزب الديمقراطي، وحرب فيتنام، والأفرو-أمريكيين، وكل القضايا السياسية الأخرى، لا قيمة له، ليس لأن وودز بلغ 76 سنة، بل لأن شهرته انحدرت من مشروع نجم إلى مشروع متقاعد، مع ما أسند إليه من أدوار قليلة في السنوات العشرين الأخيرة، ومحبط ومتأزم وقليل الإدراك، معاً.