يتبعون وفاة كل ممثل بسيل من أفلامه على أسطوانات ومنصات إلكترونية. آخر الممثلين الراحلين من ذوي الشهرة هو ريتشارد راوندتري، الذي كان إضافة للممثلين الأفرو-أميركيين، وأحد وجوه سينما الأكشن السوداء.
المخرج غوردون باركس
آخر نسخة من سلسلة Shaft هي من إخراج غوردون باركس، ويتم إعادة توزيعها في عام 2023.
لم يكن الممثل الراحل سيدني بواتييه، أول ممثل أسود يظهر على الشاشة الأميركية، لكنه كان النجم الذي جذب المشاهدين من الأعراق الأميركية المختلفة، ووجوده ساعد هوليوود على إتاحة المزيد من الفرص للممثلين الأفرو-أميركيين.
لكن بواتييه لم يكن فارس أفلام أكشن، بل ممثلاً دراميا لعب أدواراً متعددة في إنتاجات من النوع العاطفي والاجتماعي غالباً. أما ريتشارد راوندتري، الذي توفي في الخامس والعشرين من هذا الشهر، فإليه يعود الفضل في جعل الممثل الأسود مطلباً جماهيرياً، وتجارياً كبيراً، فهو من فتح الباب أمام ممثلين آخرين كثيرين، من الجنسين، لكي ينطلقوا في البطولات. هو، وسواه، اختاروا شخصيات بعيدة عن الواقع، لكنها كانت مفرطة في منوال الترفيه. هل تعاملت مع العنصرية؟ بالتأكيد، لكن ليس من باب الوعظ والإرشاد، أو تقديم مشاهد المعاناة، بل من باب القوة التي لا تنتظر إصابتها بموقف عنصري لكي ترد عليه.
محتوى فيلم «شافت»
إلى حدّ بعيد، ما كان يقوم به التحري الأبيض (لنقل رالف ميكر في فيلم روبرت ألدريتش Kiss Me Deadly أو دك باول في فيلم إدوارد دمتريك Murder، My Sweet) هو ما يقوم به التحري الأسود جون شافت (ريتشارد راوندتري)، من مهام مواجهة الأشرار لمصلحة الأخيار. لكن عند هذه النقطة تنطلق الاختلافات: التحري الأبيض ليس ابن شوارع هارلم، حيث يعيش شافت الذي توفر له ثقافته نوعاً مختلفاً من السلوك والتصرف.
شافت «جذاب» عن قصد، وهذا هو اختلاف آخر، لكن الأهم هو أنه يواجه عنصرية البيض حيال السود، والسود أيضاً إذا ما حاولوا النيل منه، ولو أن الفيلم لا يتدخل في طرح الجانب الإجتماعي، أو السياسي للعنصرية. هذا أفضل لناحية أنه منح المخرج حرية التعامل مع عناصر الفيلم البوليسي القائم على الحركة، وليس على صلب التحريات وحلّ الألغاز. الفيلم سلسلة متواصلة من الترفيه الناتج عن أن كل عنصر من عناصر أفلام الحركة ينتمي إلى المفهوم الجديد (والمفاجئ)، للبطولة السوداء.
تنصب حكايته على موضوع قيام إمبراطور الشر في هارلم (موسس غن)، باختيار شافت لكي يستعيد ابنته من خاطفيها. ولا يتغاضى الفيلم عن توفير أشرار سود، لكن هناك البيض منهم الذين لا يتمنون الخير لشافت، أو لأبناء جِلدته.