أقيم بين التاسع والثاني عشر من هذا الشهر «المؤتمر الأول للنقاد العرب»، بتنظيم وإشراف «هيئة السينما السعودية». مبادرة رائعة أمّها العديد من النقاد كان من المفترض أن ألبّي دعوتها أيضاً، لكني اعتذرت في اللحظة الأخيرة، لأن زوجتي لم تكن في حالة صحية مناسبة لأتركها وحدها.
لا أدري من حضر ومن لم يحضر، لكني أتوقع أن بعض أفضل وأشهر الأدمغة النقدية حضرت هذا المؤتمر الأول من نوعه، وحسناً فعلت، رغم أن النقاش المطروح على الطاولة كان تحت عنوان: ما هو دور الناقد السينمائي في خضم التطوّرات التقنية؟ والعنوان المختار هو «ما بعد الإطار»، والرغبة هي دراسة الوضع الذي يجد الناقد نفسه فيه أمام تطوّرات تغزوه، وإذا ما كان عليه التطوّر معه، أم لا.
بالنسبة إلى دور الناقد، لا أراه يتغيّر من وضع إلى آخر. هذا مردّه أن دور الناقد السينمائي كان دوماً عبارة عن مشاهدة الفيلم، وقراءة ما بين سطوره، وتقدير حسناته، وإيجابياته، أو سلبياته. وقد كتب الناقد هذا النوع من النص أيام كانت الكتابة ما زالت باليد، ثم أيام ما تم استنباط الآلة الطابعة (الدكتيلو)، والآن الكومبيوتر.
المتطوّر هو وسيلة الكتابة، وإيصال النص إلى حيث سيُنشر. أما الكتابة ذاتها فستبقى واحدة. على ذلك، هذا الطرح ضروري لأسباب يتعلق معظمها بأسئلة مستقبلية.
ماذا سيفعل الناقد إزاء استحداث الآلة التي تستطيع كتابة مقال؟ هل هناك ديمومة لنقاد السينما بعد خمس سنوات من الآن، أو أكثر؟ هل سيستمر الشرخ قائماً بين الأفلام الهادفة والأفلام الخالية، إلا من هدف جلب المال؟ وفي هذه الحالة، هل سيتوجه الناقد أكثر وأكثر لتلبية رغبة الجمهور السائد، كما هو الحال في العديد من الصحف العربية والغربية؟ لننتظر ونرَ.