15 نوفمبر 2023

The Equalizer 3.. ألفة وحميمية ولكن فبركة مكشوفة وعتمة

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

The Equalizer 3.. ألفة وحميمية ولكن فبركة مكشوفة وعتمة

تختلف شخصية ماكول في سلسلة «ذا إكويلازر»، عن تلك التي في الأفلام الأخرى التي نجد فيها أبطالاً ينصرفون إلى مجابة أعدائهم بالقــوة المفرطة.

The Equalizer 3.. ألفة وحميمية ولكن فبركة مكشوفة وعتمة

لمن لم يعلم، ينقل «ذا إكوالايزر»، إخراج ‪أنطوان فوكوا- الولايات المتحدة 2023، ماكول (دنزل واشنطن)، مهامه من شوارع نيويورك ومدن أمريكا، إلى بلدة صقلية صغيرة ذات شوارع ضيّقة، وفيها مقهى رخيص وأليف، ومنزل يؤويه في نهاية درج طويل، من تلك التي تتمتع بها القرى الجبلية. وعندما يُصاب ماكول برصاصة في ظهره بعد أن قام بمهمّته الأخيرة (قتل فيها اثنان)، يرفع مسدسه لينتحر... لقد اكتفى من حمل أعباء رسالته (التي بدأت بحلقات تلفزيونية كشأن «مهمة: مستحيلة»)، التي فرضت عليه الاقتصاص من المجرمين دفاعاً عن ضحاياهم

في مفهوم المسلسل أن العدالة تحتاج إلى دعم، والقانون ليس دوماً فوق كل شيء. لذا آل ماكول على نفسه أن يكون رديف العدالة. والآن يريد أن يرتاح. يضغط على الزناد لكن المسدس بات فارغاً. سيصادفه شخص ينقله إلى طبيب، وهذا يُجري له عملية استئصال رصاصة، ويسأله: «هل أنت رجل شرير، أو رجل طيّب؟». يرد عليه ماكول بإنه لا يدري. هذا الجواب يرضي الطبيب الذي يقول له لاحقاً «فقط الأشرار يقولون عن أنفسهم إنهم طيّبون»- الآن صار لدينا علم.

The Equalizer 3.. ألفة وحميمية ولكن فبركة مكشوفة وعتمة

وجود ماكول في تلك البلدة مريح له نفسياً. لقد أحبّ الجيرة، والناس الذين يعيشون فيها. أحبّ طريقة الحياة التي لا نجدها في مدن أوروبا وأمريكا، وسواها، مثيلاً لها. ها هو يجلس كل يوم ليشرب الشاي في مقهى صغير، ويبتسم للجميع، ويردّ التحيات بأحسن منها. لكن هذا، بطبيعة الحال، لن يدوم، وسريعاً ما يجد أعداء جدداً عليه تخليص الأبرياء من شرورهم. لكنهم ليسوا أفراداً عاديين، بل هم من عصابات المافيا. هذا يجعل، افتراضياً، المهمّة المتمثلة في التخلص منهم صعبة، لكن ليس على ماكول الذي سينبري لقتالهم وتخليص البلدة من شرورهم، والعودة إلى ارتشاف الشاي قبل أن يبرد.

The Equalizer 3.. ألفة وحميمية ولكن فبركة مكشوفة وعتمة

على هذه النواحي المتداعية في إطار واقعية قصّته، هناك لمسات إنسانية جميلة، وتبادل معرفي لا بأس به بين الشخصيات، وإخراج ممتاز من انطوان فوكوا الذي أسند بطولة بعض أفلامه إلى دنزل واشنطن ودائماً بنجاح. أضعف ما فيه هو فبركة مشاهد القتال، والإصرار على نجاح ماكول عبر تقنيات قتال ومداهمات في مشاهد معتّمة لا تتيح لنا إدراك تفاصيلها. إنه فيلم مختلف فيه ألفة وحميمية، ودعوة لتصالح صعب مع النفس.

 

مقالات ذات صلة