20 نوفمبر 2023

Blesser.. فيلم كوري منشغل بالعاطفة على حساب التشكيلات الفنية

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

Blesser.. فيلم كوري منشغل بالعاطفة على حساب التشكيلات الفنية

هناك اعتقاد على نطاق واسع، في هذه الأيام، حيال الأفلام الكورية (الجنوبية طبعاً لأن تلك الشمالية عملياً غير موجـودة). الاعتقـاد هو أن كل الأفلام الكورية جيّدة ومختلفة، لكن هذا الفيلم، من إخراج سانغشويل لي- كوريا الجنوبية 2023، يعكس شيئاً آخر.

من الصعوبة بمكان تقديم فيلم يدور حول إعاقة بدنية، أو عقلية، وإبقاء فتيل الاهتمام مشتعلاً طوال الوقت. هذه الصعوبة هي ما نواجهها في «المُبارك» لمخرج اصطاد في هذه المياه بضع مرّات، منذ أن حقق فيلمه الأول «مستشفى يسوع» قبل اثنتي عشرة سنة.

في فيلمه الجديد، يعرض قصّة امرأة ناجحة اسمها سانغ-يون (جيموا كيم)، تعيش حياة هادئة، وتعمل محررة شؤون سياسية في إحدى الصحف. نتعرّف إليها في منزل يطل على البحر، ويشيع نوعاً من الترقب في أن تحتوي قصّته على ما يماثل هذه الهدوء والسكينة. وهذا ما يحدث، ولو لبعض الوقت، قبل أن يدلف الفيلم إلى منطقة مأساوية.

Blesser.. فيلم كوري منشغل بالعاطفة على حساب التشكيلات الفنية

بعد سنوات من زواجها، تلد سانغ-يون توأمين من الصبيان. أحدهما سليم، والثاني غريب الأطوار. وبعرض المشكلة على الأطباء، وفحص الطفل الذي بلغ الخامسة من العمر، يتبيّن أن مختصر حالته هي إصابته بعوارض قد لا يُشفى منها. عوارض دماغية تجعله غير قادر على السيطرة على حركاته، وصراخه، أو أيّ مما قد يصدر عنه من سلوك.

نقطة الفيلم المحورية هي رغبته في الحديث عن تلك الأم التي لديها سمعة طيّبة، لكنها ستجد نفسها محط أخبار الصحف بعد حادث يقع في محل تجاري مزدحم. هذا ليس سوى جزء من متاعبها. الجزء الأكبر، والذي يتمادى الفيلم في طرحه، هو كيف ستستطيع التصرّف حيال هذا الطفل الآن، وفي المستقبل؟ تتمرد، وتحزن، وتشكو، وتحمل الهمّ طالما هي في وارد الاعتقاد بأن المشكلة في ابنها، لكن المشكلة- حسب الفيلم- هي في عدم قبولها لهذا الوضع الذي قد يستمر طويلاً، وعليها التأقلم معه.

ما يحتاج إليه الفيلم هو إيجاد وسيلة لتحويل الحال البادي بوضوح إلى بعض العمق. وتوفير معالجة تجذب المشاهد واهتمامه. ما يوفره المخرج هو التعاطي مع المادة كوسيلة عاطفية يعتقد بأنها ستترك الأثر المنشود. ومن ناحية أخرى، فإن هذا الفيلم يحتاج إلى دراية بإخراج أفضل، وتشكيلات فنية تتجاوز الصورة الماثلة والخالية من التعب في تأليفها، ومنحها رؤية فنية جيدة.