5 ديسمبر 2023

الإعدام للأب قاتل زوجة نجله وعشيقها

فريق كل الأسرة

فريق كل الأسرة

الإعدام للأب قاتل زوجة نجله وعشيقها

جريمة قتل ارتكبها الأب دفاعاً عن كرامة نجله الوحيد الذي لم يكن موجوداً وقت ارتكاب الجريمة. ومنذ اليوم الأول لإعجاب نجله بالمجني عليها، وهو يرفضها شكلاً ومضموناً، لم يكن يرتاح لهذه الفتاة نهائياً، وحاول إقناع نجله بالابتعاد عنها، لكن من دون جدوى، وكان الأب دائماً ما يصف هذه الزيجة بالشؤوم، إلى أن صدق حدسه وانفرط عقد الأسرة، وتورط الأب في جريمة قتل بحثاً عن الكبرياء المجروح. ربما التفاصيل كانت مجنونة بعض الشيء، ولو فكر المتهم قليلاً، لكان هناك العديد من الحلول التي تحميه من غياهب المجهول، لكن في لحظة شيطانية وقعت التفاصيل المؤلمة.

بدأت قصة القتل والدماء منذ بضع سنوات، وقتها كان الأب يعيش بمفرده مع نجله بعد وفاة زوجته، وساقته الظروف للتعرف إلى إحدى الفتيات في إحدى المناسبات، وضع كل إمكاناته تحت أمرها، وظنّ أن حياة العزوبية سوف تنتهي على يدها، فاتح الابن والده في أمر الارتباط بها، لكن المفاجأة أن والده عندما شاهدها شعر بانقباض شديد في قلبه، ولم يرتَح لأمر هذه الفتاة، وحاول إثناء نجله عن هذه الزيجة من دون جدوى، لكنه أصرّ على إتمام الزواج.

مشاكل وطلبات منذ اليوم الأول

لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. فقد اكتشف العريس أن عروسه لا تبادله المقدار نفسه من الحب، فمنذ اليوم الأول والمشاكل عرفت طريقها إلى منزل الزوجية. بدأت الزوجة تصطنع المشاكل، وتهوى أن تكون متمردة. وكان أكثر ما يشغل حياتها هو الفلوس، ولا أي شيء آخر، ما دفع الزوج لوصل الليل بالنهار حتى يلبي طلبات زوجته التي لا تنتهي. كانت طبيعة عمل الزوج كمندوب للمبيعات تقتضي أن يترك منزله كثيراً، والسفر إلى المحافظات المختلفة لإنجاز بعض الأعمار. ومرت السنة الأولى من الزواج والحياة بين الزوجين ليست على أفضل ما يرام، فكل يوم يمر لا يخلو من المشاكل بينهما، حدّ أن أصبحت صعبة داخل المنزل، إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان.

قصة حب وخيانة

تعرفت الزوجة إلى أحد أبناء المنطقة. في البداية، لم يكن الأمر أكثر من مجرد صداقة عابرة، لكن بمرور الوقت بدأ هذا الشاب يتقرب رويداً رويداً منها، مستغلاً احتياجها للمشاعر الفياضة والحب، وعدم قدرة زوجها على تلبية رغباتها بالشكل الذي يرضيها. وتحت الضغط والإلحاح والاحتياج الشديد بدأت الزوجة بمبادلته الشعور والكلمات نفسها، حتى أصبحا لا يفترقان. وأصبح دائم التردد على المنزل أثناء غياب الزوج، وتمر الأيام، وأصبح اللقاء بينهما على فراش الزوجية. وسارت حياتهما على هذا المنوال لفترة ليست بالقليلة، نجحت فيها الزوجة الخائنة في خداع الجميع، ونسيت، أو تناست أنها زوجة، ولها سمعتها.

صدفة مؤلمة وقاتلة

الصدفة وحدها قادت أطراف القضية جميعا إلى هذا المصير المؤلم، حيث غادر الزوج منزله متوجهاً إلى إحدى المحافظات الساحلية لمتابعة بعض الأعمال، وترك زوجته بمفردها، وهو لا يعلم ماذا تخبئ له الأيام القليلة المقبلة. كانت كل الأمور تسير في إطارها الطبيعي، إلى أن طلب الابن من والده، بعد سفره ببضعة أيام، أن يذهب لزوجته لمنحها بعض الأموال نظراً لأن ظروف العمل تقتضي ذلك، ما دفع الأب إلى الذهاب إلى منزل نجله، طرق الباب بشدة أكثر من مرة، وعندما لم تجب، قام باستخدام مفتاحه الشخصي للدخول إلى الشقة بعدما ظن أن زوجة نجله ذهبت لشراء بعض الاحتياجات، ولم يخطر بخياله السيناريو الأسوأ.

دخل الشقة فسمع أصواتاً تنبعث من غرفة النوم، وعندما قرر استطلاع الأمر وقعت عيناه على مشهد لن يمحى من الذاكرة، بل سيترك علامة لن تمحى أبد الدهر، زوجة نجله المصونة عارية في أحضان رجل غريب. غلى الدم في عروقه، واستل سكيناً، وانهال طعناً وركلاً لزوجة نجله وعشيقها، حتى سقطا معاً غارقين في دمائهما. ووسط أصوات الصراخ والاستغاثة والمشاجرة العنيفة، تجمّع الجيران والأهالي على مصدر الصوت، كان المشهد قاسياً على الجميع، رجل في العقد الخامس من العمر يقف في وسط المنزل ممسكاً بسكين وملابسه ملطخة بالدماء، وعلى الأرض زوجة نجله وعشيقها، يرقدان بلا حراك، وهنا نجح الجيران في السيطرة على القاتل وإبلاغ رجال الشرطة.

اعترافات الأب القاتل

بعد القبض على المتهم بكى بشدة قائلاً «اعذروني أنا لست قاتلاً، أنا فقط كنت أدافع عن شرفي وكبرياء نجلي الوحيد، لم أتوقع في يوم من الأيام أن تخونه زوجته، بعد سنة واحدة من الزواج، رغم حبه الكبير لها، ضحّى نجلي بكل غال ونفيس من أجل أن تعيش زوجته حياة كريمة، لكنها كانت متمردة، ضحت بشرفها من أجل لحظات من المتعة الزائفة، هجرت الطريق المستقيم وقررت أن تسير في طريق اللا عودة، وتسببت بانحرافها في تدمير كيان أسرتنا الصغيرة البسيطة، النهاية كانت مأساوية، نجلي سيعش المتبقي من حياته من دون أب، وأنا أواجه حكماً بالإعدام، كما سيعاني نجلي طيلة حياته من ميراث العار بسبب فضيحة زوجته الخائنة، كانت تستحق القتل لكنها تركت لنا ميراثاً من الفضيحة والعار لن يمحى مهما مرت السنوات».

أحيل الأب المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بإحالته إلى محكمة جنايات العاصمة، وبعد فاصل من المداولات أصدرت المحكمة قراراها النهائي بإحالة أوراق الأب القاتل إلى فضيلة المفتي.

* إعداد: كريم سليمان

 

مقالات ذات صلة