مايكل فاسبيندر في فيلم بوليسي جديد، The Killer، هو في الوقـت ذاته عودة للمخرج الجيد ديـفيـد فيشر في عام 2023.. لكن النتيجة محيّرة بعض الشيء.
القانون الأول، يقول فيلم «القاتل» لمستمعه أن تصغي لنفسك ولا تدع أي شيء آخر يعترض طريقك. نصيحة ثمينة لا نجد أن قائلها قادر على تطبيقها.
في «القاتل» شخصية رجل بلا اسم (مايكل فاسبيندر)، يعمل قاتلاً مأجوراً، وفي البداية نراه يحاول قنص سياسي في شقته في باريس. إنه في ذلك المشهد الأول المؤلف من نحو عشر دقائق، يبدأ بتلاوة القوانين التي على كل قاتل محترف، أو من يودّ أن يصبح قاتلاً محترفاً، اتّباعها. عشر «لاءات» حاولت تذكّرها حتى أكتبها هنا (أو ربما لكي أمارسها فيما لو قررت التحوّل إلى قاتل محترف)، لكني نسيت معظمها.
واحدة من تلك «اللاءات» أو القوانين التي ما زالت في البال هي: الصبر خلال العمل.
نصيحة قيّمة أخرى خصوصاً عندما تشاهد فيلماً كهذا يضخ حالات ويخفق في تحديد ما يريد قوله. تنتهي مهمّته بالفشل (بعض القوانين لم تكن فاعلة على ما يبدو)، ويعود إلى جمهورية الدومينيكان، حيث يعيش، ليكتشف أن صديقته (صوفي شارلوت)، قد ماتت مقتولة. من هنا الفيلم هو قصّة انتقام أخرى. بطلنا الذي لا يعطيه المخرج اسماً يكتشف الفاعلين، ويمارس مهنته في التخلص منهم.
المخرج ديفيد فينشر
للفيلم حسناته بالتأكيد. إخراج الخبير ديفيد فينشر يقتنص اللحظات المهمة في مشاهد موحية، وبسرد متواصل. لكن الفيلم لا يكشف ما هو المرغوب قوله هنا. ما هو المفاد العام الذي يمكن للمُشاهد أن يخرج به؟ هذه شخصية لا تستطيع أن تحبّها، ولا المخرج يطلب منك أن تكرهها. هو حِرَفي تصدّقه، لكنه الأحداث المحيطة به لا تملك ما يكفي لمنحه الأهمية والتميّز. طالما الفيلم منصباً عليه فهناك ما يستدعي الاهتمام، لكن في اللحظة التي نبدأ فيها بالتساؤل عن ماهية الرسالة التي يود الفيلم طرحها، يتساقط كل شيء أرضاً.