02 يناير 2024

محمد رُضا يكتب: التقدّم إلى الخلف

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

نجمة هوليوود سوزان ساراندن في تظاهرة داعمة للفلسطينيين
نجمة هوليوود سوزان ساراندن في تظاهرة داعمة للفلسطينيين

إلى أيّ مدى يمكن للجهل أن يتحكّم في البشر؟ بالنظر إلى التاريخ، القديم منه والحديث، فإن الجواب، للأسف، إلى زمن بعيد.

لقد تم إقحام كل شيء، أدبي وفني، في المعارك الأيديولوجية، والسياسية، والعسكرية. تولستوي ممنوع، تكريم معرض الكتّاب لشخصية أدبية مسحوب. الممثلون الذين يدافعون عن الضحايا يوضعون على قائمة سوداء.. ما هذا كله؟ أليس هذا هو التقدم إلى الخلف بعينه؟

تحمل إلينا الأخبار أن سوزان ساراندن، تمّ فصلها من الوكالة التي تدير أعمالها (UTA)، بسبب خطبة ألقتها في مدينة نيويورك حول الحرب القائمة في غزّة. في الكلام المنسوب إليها قالت: «ضعوا فلسطين في قلوبكم. صلّوا لشعب فلسطين».

كذلك تم إيقاف اتفاق عمل مع الممثلة مليسا بارييرا (ظهرت في الأجزاء الأخيرة من سلسلة Scream)، من قِبل شركة إنتاج بسبب موقف مماثل.

ومن ناحية ثالثة، تم إنزال رتبة مهى دخيل من وظيفتها كرئيس شريك في القسم السينمائي بشركة CAA (الأكبر بين شركات إدارة أعمال السينمائيين)، إلى مجرد موظفة في الشركة، بسبب تصريحات ضد الحرب على غزّة.

لا أحد من هؤلاء، ولا أحد من الفنانين الذين وقّعوا سابقاً على عرائض معارضة للقصف الإسرائيلي، ذكر أي شيء آخر عن الصراع، لكن الكل مع الضحايا الذين لا تخفيهم الأرقام.