هذا الفيلم من إخراج مشعل الجاسر، السعودية 2023، وهو محاولة نصف محققة، بطلتها فتاة شابة تحاول العودة إلى بيت عائلتها هرباً من مجموعة من الخارجين عن القانون في الصحراء. مثير لفكرته لكن معالجته شيء آخر
يبدأ الفيلم بوعد لا يتحقق: لقطات من زوايا متعددة تحيط بالمكان، ثم بالشخص المسلّح ببندقية الذي يدخل غرفة اجتمع فيها بعض الأطباء لطمأنة امرأة على وضعها الصحي، ووضع طفلها الوليد. يطلق الرجل رصاص بندقيّته الرشاشة على الجميع، ويرديهم قتلى.
إلى هنا، ينتهي الوعد ويبدأ الفيلم. سارا (عدوة بدر)، تقابل صديقاً لها سعد (يزيد المجيول)، الذي يريد التوجه بها إلى حفل مُقام في الصحراء، قريباً من مدينة الرياض. يتوقفان قبل ذلك عند منطقة تشرف على الطريق الممتد، ويشهدان بعض أعمال الشغب قبل أن ينطلقا مجدداً بالسيارة. يتوقفان عند محل- سيارة لبيع المثلّجات ويشاهدان سوء معاملة شلّة من الرجال للعامل المسكين. سارة تريد العودة إلى البيت تلافياً للتأخر عن موعد الالتزام بالبيت. هي تعيش في عائلة محافظة، والأب لا يسمح لابنته بالبقاء خارج البيت لما بعد ساعة معيّنة، لكن سعد (الذي يبدأ المُشاهد بالشك في مآربه)، يصرّ على استكمال الرحلة، وخلال مشادة على الطريق في عتمة الليل يصدم ناقة وليدة عن غير عمد. يكملان الطريق إلى مضرب من الخيم حيث المخدّرات مباحة، وأنواع اللهو الأخرى. سارة تصر على العودة، ولو منفردة، وطريق العودة محفوف بالمخاطر. لبّ الفيلم هو محاولتها العودة وحيدة في الليل، ومن دون هاتف يعمل.
طاقم الفيلم في مهرجان تورنتو
الحكاية تشويقية، وحبكتها اجتماعية ناقدة. ما يفسد الكل، أن المخرج، ومدير تصويره، يختاران حركات كاميرا مختلفة المهام بهدف مزج الموضوع (الذي يحتوي على هلوسات) بالشكل المناسب (افتراضاً) له. بذلك تصاحب الهلوسات كاميرا مرتبكة (عن قصد)، والهروب بكاميرا مهزوزة للزوم التشويق. لكن هذه الحركات لا تؤدي مفعولها على النحو الذي بدأ الفيلم به، لأنها لم تعد جمالية، بل متكلّفة ما يطيح- عملياً- قيمة المضمون الذي يحاول الفيلم طرحه.
عروض: مهرجانات البحر الأحمر وتورنتو وحالياً على نتفلكس.