يتلقى الناقد من حين لآخر سيلاً من الأسئلة التي تدور حول النقد السينمائي. ما هو؟ هل هو نافع أو ضروري؟ كيف أصبح ناقداً؟ وهكذا. سأحاول هنا الإجابة عن بعضها، معيداً صياغة الأسئلة، أولاً من باب التلخيص، وثانياً درءاً للأخطاء اللغوية التي يستخدمها معظم من يكتب (للأسف).
أحد هذه الأسئلة المتكررة هو: أقرأ لك ولِسواك، لكني لا أعرف أيّكم المُحق. الفيلم الذي تعجب به ينتقده غيرك، وآخر الأمثلة «قتلة مون فلاور»، لم يعجبك لكنه أعجب أكثر من قرأت لهم.
1- يختلف النقاد في آرائهم، كل حسب ما يجده في أي فيلم. حتى «العرّاب» كان هناك مناوئون له. لكن هناك إجابتان عن هذا التساؤل: الأول أن تثق بناقد واحد، والثاني- والأهم- أن تشاهد أنت الفيلم قبل قراءة أي نقد، وتخرج بانطباعك الخاص الذي قد يتفق مع هذا الناقد، أو ذاك.
2- في عهد الإنترنت وكثرة النقاد، هل ما زال النقد السينمائي ضرورياً؟
أكثر مما مضى، وللسببين اللذين ذكرتهما. الإنترنت يمنح مساحة للمليارات من الناس لكي يكتبون ما يريدون. نصف هؤلاء لديهم آراء في ما يكتبون، لكن هذه الآراء لا تعني أنهم يعرفون ما يكتبون فيه. أما من حيث كثرة النقاد فليس كل من كتب رأيه صار ناقداً، حتى لو كان نقده صائباً.
3- ما هو النقد؟
النقد علم في السينما، وما يتصل بالسينما في كل أمر. معرفة كاملة بها، تاريخاً وفناً وثقافة، وفي كل العناصر المكوّنة. هو مفتاح لقراءة الفيلم وتقديمه للقارئ، أو المُشاهد. هو قدرة على القراءة بين المشاهد، وليس ما تراه العين فقط.
4- ما هو دور الناقد في المجتمع؟
دوره تثقيفي في السينما، وليس في أي مجال آخر. هذا لا يعني أنه جاهل، أو يتجاهل، لكن طبيب الأسنان لا يقوم بعمليات قلب، والعكس صحيح. دور الناقد هو نقد الفيلم الذي يراه، وليس كما يفضله أن يكون، وهو-الناقد- حلقة الوصل بين الفيلم وبين المشاهد. يعيش في منتصف الطريق.
5- كيف أصبح ناقداً؟
أولاً، تبحث لنفسك عن عمل آخر يضمن لك دخلاً. ثانياً تقرأ كل ما تستطيع الوصول إليه من دراسات ومراجعات وكتب عن السينما. ثالثاً تضع قائمة من خمسين مخرجاً، وتبدأ بمشاهدة أفلامهم. رابعاً تشاهد الأفلام من فجر التاريخ وإلى اليوم. لا يوجد معنى أن تكتب عن السينما كما لو أنها ولدت في اللحظة التي قررت فيها الكتابة عنها.