16 يناير 2024

محمد رُضا يكتب: بداية النهاية

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

محمد رُضا يكتب: بداية النهاية

قبل أيام وصلتني على الفيسبوك رسالة تقول: «لديّ صديق يريد معرفة ما هي الأفلام التسجيلية التي عليه أن يراها ليقدّم أطروحته للدكتوراه». الرسالة جاءت مصحوبة بصورة لموقع سينمائي محترم، تحتوي على اختيارات نقاد السينما لأفضل خمسين فيلماً تسجيلياً.

أثار ذلك سؤالاً لديّ: أليس من المفترض فيه أن يكون شاهد الأفلام التي يبحث عنها أولاً؟ أليس من المفترض بمن يتقدم لأطروحة، أو حتى مقالة سينمائية من 500 كلمة، أن يكون ملمّاً بالموضوع الذي يكتب فيه؟

ثم كيف لي أن أصف له أفلاماً تسجيلية من دون أخرى، إذا لم أكن أعرف ميوله الفنية (إذا وجدت)، لكون هناك أنواع من الأفلام التسجيلية يختلف كل منها عن الآخر؟

حين ذكرت ذلك لمن بعث إليّ بالرسالة، جاءني ردّ أكثر إثارة للتعجب: صديقي لديه ماستر في النقد السينمائي وموضوع رسالة الدكتوراه هو «الفيلم التسجيلي والبناء الفيلمي».

بودّي أن أعرف كيف حصل صديقه على «ماستر» (لا أقل)، في النقد السينمائي، إذا لم يكن يعرف كيف يختار أفلاماً يراها لأطروحته؟ هل شاهد أفلاماً حقاً، أو شاهدها سواه وترجمها هو؟