30 يناير 2024

صفقة قذرة على شرف الزوجة برعاية الزوج النذل

فريق كل الأسرة

صفقة قذرة على شرف الزوجة برعاية الزوج النذل

بدأت الجريمة بقصة حب، وانتهت بجريمة قتل بسبب غياب النخوة والشهامة. واقعة أغرب من الخيال، لا يمكن وصفها سوى بأنها صفقة انعدام الشرف، كان بطلها زوجاً بلا نخوة، أو كرامة، عاش حياته طولاً وعرضاً، خسر كل أمواله بسبب استهتاره، وعندما جاء موعد السداد لم يكن يملك أي أموال تُذكر، فكّر في حيلة لا يمكن وصفها سوى بالخسة والنذالة، عرض الزوج على أصدقائه قضاء «ليلة حمراء» مع زوجته، مقابل التنازل عن سداد هذه الديون، صفقة قذرة لم تكن الزوجة طرفاً فيها، بأي حال من الأحوال، لكنها فوجئت بهذا الاتفاق الذي تم من وراء ظهرها لتجد نفسها ضحية زوجها النذل.

50 طعنة قاتلة في جسد الزوج

بدأت القصة ببلاغ تلقاه رئيس مباحث العاصمة من الأهالي، يفيد بوقوع جريمة قتل في أحد العقارات. تحركت قوة من رجال المباحث إلى مكان البلاغ، لاستطلاع الأمر، حيث تبين قيام شاب بقتل زوج شقيقته داخل منزله، وتمزيقه بأكثر من 50 طعنة قاتلة في أنحاء متفرقة من جسده، ولم يهرب، أو يحاول الاختباء، بل كان يردّد كلمات وجملاً لاذعة وقوية، مثل «انتقمت لشرف شقيقتي».

علامات الارتياح كانت ترتسم على وجه القاتل وهو يردد «كان يستحق القتل مئات المرات، لأنه خائن للأمانة». وعلى الجانب الآخر كانت شقيقته تبكي، وهي تحتضن شقيقها. مشهد كان غريباً، وغير مفهوم، أشبه بالأفلام المُثيرة الغامضة، وبعد دقائق معدودات تم اقتياد القاتل وشقيقته، إلى قسم شرطة العاصمة للتحقيق في ملابسات هذه الجريمة، التي تبدو حتى الآن غريبة ومجهولة الأسباب، والدوافع.

كانت زوجة المجني عليه تبكي بشدة، ولا أحد يعلم هل تبكي على فراق زوجها، أم تبكي على شقيقها الذي تورط في جريمة قتل بشعة، بشهادة الشهود، وباعترافه شخصياً، إضافة إلى القبض عليه، وبحوزته سلاح الجريمة، المشهد برمّته كان مثيراً للجدل والتساؤلات.

تفاصيل صادمة ترويها الزوجة

بدأ رئيس مباحث العاصمة باستجواب الشهود الذين أكدوا أنهم سمعوا أصوات مشاجرة عنيفة، وصراخاً وعويلاً من داخل شقة جارهم، وعندما حاولوا التدخل وكسر باب الشقة لاستطلاع الأمر، فتحت لهم باب الشقة زوجة المجني عليه، وهي تضحك، ثم فوجئنا بزوجها ملقى على الأرض، وشقيقها يواصل توجيه الطعنات القاتلة له في أنحاء متفرقة من الجسم، حتى بعد أن فارق الزوج الحياة لم يتوقف المتهم عن توجيه الطعنات له، ما دفعنا للتحفظ عليه، وإبلاغ الشرطة، من دون أن نعلم سبب ارتكاب هذه الجريمة البشعة.

كانت الزوجة في هذه الأثناء تبكي بشدة، حاول رئيس المباحث تهدئتها، وبدأ بالاستماع لها وتوجيه الأسئلة المختلفة إليها. صمتت زوجة المجني عليه قليلاً، أخذت تنهيدة كبيرة والدموع تسيل على وجنتيها كالأمطار، ثم قالت «تزوجت منذ ثلاث سنوات مضت، كانت حياتنا تسير بشكل طبيعي، وأثمر زواجنا طفلة جميلة، لكن بمرور الوقت تغيرت طباع وأخلاق زوجي إلى النقيض تماماً، أصبح عصبي المزاج، ودائم السهر خارج المنزل، وأدمن لعب القمار والمراهنات، بعدما التفّ حوله أصدقاء السوء. بدأت أحوالنا تزداد سوءاً، وما زاد الأمور تعقيداً هو طرد زوجي من العمل بسبب سلوكاته السيئة التي لم تعد خافية على أحد».

وتستكمل الزوجة كلامها «حاولت كثيراً إثناء زوجي عن هذا الطريق الذي ستكون نهايته سوداء على الجميع، لكنه لم يستمع لي. تمادى في عناده، مؤكداً إنه سيدخل كشريك مع ثلاثة من أصدقائه في أحد المشروعات التجارية التي تمكنه من الوقوف على قدميه مرة أخرى، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، خسر زوجي كل شيء، وتراكمت عليه الديون بشكل كبير، وأصبح مهدداً بالسجن بسبب توقيعه على إيصالات أمانة لأصدقائه وشركائه. وفي إحدى المرات أخبرني زوجي أنه سيقوم بدعوة أصدقائه على العشاء لدينا لتصفية الخلافات بينهم تمهيداً لمنحه مهلة جديدة للسداد، ووافقت على هذه الدعوة حتى أكون بجانب زوجي في محنته، ولم أتخيّل السيناريو الأسوأ والأصعب الذي لم يأت في مخيلتي أبداً».

زوجي باع جسدي ثمناً لديونه

صمتت الزوجة قليلاً، بكت بشدة، توقفت الكلمات في حلقها، تلعثم لسانها في الكلام، ثم استكملت حديثها بصعوبة بالغة «فوجئت بأصدقاء زوجي وكان عددهم ثلاثة، دلفوا ورائي إلى غرفة نومي الواحد تلو الآخر، حاولوا التحرّش بي، وعندما نهرتهم أكدوا لي أنهم اتفقوا مع زوجي على سداد ديونه مقابل قضاء الليلة معي. لم أصدّق ما سمعته، حاولت طردهم والاستغاثة بزوجي، لكنه لم يحرّك ساكناً، تركني لهم فريسة سهلة، وبعد أن فرغوا مني سلّموا إيصالات الأمانة لزوجي ثمناً لجسدي المنتهك. حياتي كلها دُمّرت بعد هذا الموقف الصعب، ما دفعني لطلب الطلاق، وأبلغت أسرتي برغبتي في الطلاق، ورفضت في الهاتف إبلاغهم أيّ شيء، وعندما جاء شقيقي للمنزل ليصحبني إلى منزل العائلة، شاهدني وأنا بقايا إنسانة، ما دفعني لإخباره بكل شيء، وبمجرد علمه بتفاصيل مع حدث معي، وقعت بينه وبين زوجي مشاجرة عنيفة، قام على إثرها شقيقي بتوجيه الطعنات القاتلة لزوجي النذل انتقاماً لشرفي».

انهيار شقيق الزوجة

أما الشقيق القاتل، فبكى بشدة أمام ضباط مباحث العاصمة عقب إلقاء القبض عليه، مؤكداً أنه ضحية زوج شقيقته النذل، لافتاً إلى أنه لم يخطر في خياله أن يتحول بين عشية وضحاها إلى قاتل ومجرم من أرباب السوابق. كانت هذه الكلمات القاسية والجُمل الحزينة هي آخر ما نطق به شقيق الزوجة المسكينة في اعترافاته أمام جهات التحقيق، حيث تمت إحالته للنيابة العامة التي أمرت بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معه، مع إصدار قرار بسرعة ضبط وإحضار المتهمين الذين أبلغت عنهم الزوجة لاستكمال التحقيقات.

* القاهرة: كريم سليمان