13 فبراير 2024

مخرج "الجنة الآن" هاني أبو أسعد الذي اخترق الممنوع

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

مخرج

رغم تحقيقه أربعة أفلام طويلة من عام 1998 وحتى 2002، إلا أن هاني أبو أسعد، بدا كما لو إنه وُلد فجأة في فيلمه الخامس «الجنّة الان» (Paradise Now) (2005). مع العلم بأن فيلمين سابقين له، هما «عرس رنا» سنة 2002 و«فورد ترانزِت» (2003) جالا مهرجانات وشهدا قبولاً نقدياً جيداً، في الشرق والغرب. لكن «الجنة الآن» كان أقوى أعماله رسالة، وأنضجها فناً.

مخرج

نال جائزة غولدن غلوبز سنة 2006، ورُشّح رسمياً لأوسكار أفضل فيلم أجنبي في العام ذاته. بعده أنجز فيلمين بعيدين عن الموضوع الفلسطيني، هما «لا تنسيني يا إسطنبول» (Forget me Not, Istanbul) (2010) و«الساعي» (The Courier) (2012).

مخرج
من فيلم «الجنة الآن»

في ذلك الحين كان من المقلق والمحرج أن يسعى مخرج ما (حتى ولو كان غربياً)، لتقديم حكاية أبطالها فلسطينيون في فلسطين، فما البال إذا ما كان الفيلم يدور حول الصراع الدائر؟ يومها لخّص المخرج هذا الوضع في مقابلة تمّت في لوس أنجلوس، قال: «اعتمدت على المنطق أساساً. الذي لا يريد الغربيون مشاهدته هو نقد الجانب الذي ينتمون إليه ويؤيدونه. يكفي أن تستعرض، لكن من دون أن تمضي أكثر من ذلك. في المقابل، لا مانع لديهم من مشاهدة شخصيات فلسطينية في البطولة، خصوصاً إذا ما كانت تنتمي إلى وجهتي نظر واحدة عنيفة والأخرى مسالمة، والفيلم يؤيد المسالمة».

مخرج
من فيلم «الجبل بيننا»

منذ ذلك الحين وأبو أسعد ينجز أفلاماً من نوعين: واحدة لها علاقة بفلسطين، وأخرى تعرض مواضيع غير متصلة بها. في أفلامه كلها (حتى أقلّها أهمية مثل «الساعي») حرص على حسن التنفيذ في شتّى التفاصيل، وصياغة عمل ينجح في ما اختاره من حكاية. العامل الإنساني موجود في أغلبيّتها. وفي بعض أفلامه تغلب الحرفة على الرؤية الفنية، بحيث لا يستطيع الفيلم إلا التمتّع بحسن تنفيذه، كما الحال في فيلمه الأمريكي «الجبل بيننا» (The Mountain Between Us) (2017).