إلى اليوم، لا يوجد فيلم صوّر مطاردة سيارات بالفعّالية والبراعة التي قــام المخرج بيتر ياتس، بتصويرها في شوارع سان فرانسيسكو الخطرة، مع ستيف ماكوين وراء المقود بنفسه، في فيلم بولِت Bullitt عام 1968.
أمام الكاميرا
يتقدّم المدّعي العام وولتر (روبرت فون)، من التحرّي فرانك بولِت (ستيف ماكوين)، بمهمّة حماية شاهد عيان تم وضعه في فندق صغير، لحمايته من الذين يريدون منعه من الشهادة في قضية عصابة منظّمة. لكن الشاهد يتم إعدامه على أيدي قاتلَين مأجورَين، ما يضع التحرّي في متاعب مع وولتر الذي يتمتع بحماية رئيسه، وثقته.
ينطلق بولِت لمعرفة هوية الفاعلَين، ويلحظ أنهما يرصدانه، لكنه فجأة يصبح هو المقتفي، وتنطلق بذلك مطاردة عاتية في شوارع مدينة سان فرانسيسكو. ثم يكتشف الجميع أن الشاهد الحقيقي يحاول الهرب إلى أوروبا، لكونه مذنباً بدوره. ينطلق بولِت ومعاونه إلى مطار سان فرانسيسكو محاولين منعه من السفر، حيث تقع هناك المواجهة الأخيرة.
وراء الكاميرا
يحتل هذا الفيلم من حين إنتاجه لليوم المركز الأول كأفضل فيلم يحتوي على مطاردة سيارات، على كثرة الأفلام التي عمدت، قبله وبعده، لهذا المنوال من التشويق.
تعود جذور الموضوع لعام 1963 عندما اشترى المنتج فيليب د أنطوني حقوق رواية بعنوان «شاهد أخرس»، من الكاتب روبرت بايك واتفق مع شركة وورنر، على أن تقوم بتوزيع الفيلم.
بعد محاولات متعددة لإنتاج هذا الفيلم مع شركاء آخرين، تولّى مسؤولية الإنتاج الممثل ستيف ماكوين عبر شركته «سولار»، لكنه لم يكن قرّر بعد القيام ببطولته.
اتخذ ماكوين هذا القرار عندما شاهد فيلماً للمخرج البريطاني بيتر ياتس، عنوانه Robbery، وفيه مشهد مطاردة سيارات في مدينة لندن.
تقع أحداث الكتاب ما بين نيويورك وبوسطن لكن الإنتاج نقلها إلى سان فرانسيسكو مع أيام قليلة لتصوير مشهد البداية في مدينة شيكاغو.
تجنب الفيلم تصوير أي مشهد في الاستوديو على أساس الرغبة في توفير فيلم واقعي الحدث مئة في المئة.
احتوى الفيلم على ثلاث مشاهد من المطاردات. الأول داخل المستشفى، عندما يحاول أحد القاتلين الوصول إلى حيث يرقد الشاهد مُصاباً ليجهز عليه. الثاني مطاردة السيارات فوق هضاب شوارع سان فرانسيسكو، ثم خارج المدينة. الثالث في المطار.
تطلّب التصوير في مطار المدينة عشرة أيام من التصوير الليلي، بما في ذلك الركض في أرض المطار تحت طائرة مستعدة للإقلاع تبث حرارة تصل إلى 240 فهرنهايت.
أصرّ ماكوين على قيادة سيارة فورد موستانغ، التي استخدمها في المطاردة الخطرة (وبسرعة 120 كلم في الساعة) بنفسه. أرسلت وورنر إليه خطاباً تطلب منه عدم القيام بذلك على أساس ارتفاع بوليصة التأمين، وعلى أساس إنه إذا ما وقع حادث ما، فإن الفيلم سيتوقف تماماً ويتم إلغاؤه، وتحمّل خسارة كبيرة تبعاً لذلك. لكن ماكوين لم يعبأ، وكان له ما أراد
كان هذا أول فيلم ينتجه د أنطوني، بعده انتقل بمشروع جديد إلى مدينة نيويورك عنوانه «الوصلة الفرنسية» The French Connection، وفيه مطاردة (أقل إجادة) في شوارع نيويورك.
في أحد مشاهد المطاردة طلب منه المخرج ومدير التصوير، اللذان استقلا المقعد الخلفي للسيارة تقليل السرعة. قال لهما ماكوين إنه لا يستطيع لأن المكبح لم يعد يعمل- لا أحد يعرف للآن إذا ما كان يمزح، أو يعني ما قاله. لكن المشهد انتهى من دون أن يُصاب أحد بأذى.
اقرأ أيضاً: أفضل 10 أفلام لـ«ملك الكوول» ستيف ماكوين