25 فبراير 2024

3 أصدقاء يسقطون في براثن المخدرات ويحوّلون مسكنهم إلى "وكر تعاطٍ"

فريق كل الأسرة

3 أصدقاء يسقطون في براثن المخدرات ويحوّلون مسكنهم إلى

3 أصدقاء سقطوا في براثن تعاطي المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية، في غير الأحوال المُصرّح بها قانوناً، حتى أصبحوا يتصرفون بطريقة غير طبيعية، وحوّلوا مقر سكنهم إلى وكرٍ للتعاطي، لكن حكايتهم التي كانوا يخفونها في السّر، انتهت بإلقاء القبض عليهم، واحداً تلوا الآخر.

قصة الأصدقاء الثلاثة، اطّلعت «كل الأسرة» عليها من حكم المحكمة الابتدائية في دبي، والتي أوقعت عقوبات مُتعددة بحق الأصدقاء الثلاثة، فيما كشف اثنان من الأصدقاء كيف كانا يحصلان على السّموم المخدّرة من تاجر مقابل دفع مبالغ مالية.

وفقاً لحكم المحكمة، بدأت تفاصيل القضية تتكشف عندما تلقت الجهات الشرطية المعنية بمكافحة المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية معلومات مفادها أن «م»، أول الأصدقاء، يتعاطى المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية، ويحوز كمية من مخدّر «الكريستال» الذي يعتبر من السموم المخدّرة المُصنّعة، والتي تؤثر سلباً في صحة الإنسان، وتجعله في حالة غير متوازنة، وغير طبيعية.

وعلى الفور، عملت «مكافحة المخدرات» على إصدار إذن من النيابة العامة، من أجل إلقاء القبض على الشاب، وتفتيشه ذاتياً، وتفتيش مسكنه، وسيارته، لضبط ما يحوزه من سموم مخدّرة.

بعد الحصول على إذن النيابة العامة، شاهد رجال المكافحة الشاب بالقرب من إحدى الصيدليات، فتمّ إلقاء القبض عليه، وبعد تفتيشه عثروا في لباسه على كيس شفاف بداخله ورق قصدير يحتوي على مادة بلورية الشكل، لها المظهر المميز لمخدر الكريستال، ما يُثبت، بما لا يدع مجالاً للشك، أنه مدمن على تعاطي السّموم المخدّرة.

مفاجأة أولى.. صديق في السيارة

طلب رجال مكافحة المخدرات من الشاب تفتيش سيارته، وبعد التوجه إليها كانت مفاجأة في انتظارهم، فقد شاهدوا صديقه الثاني جالساً في داخلها، وكان في حالة غير طبيعية، ما يدل على أنه واقع تحت تأثير شيء ما.

أقرّ الصديق الثاني، بعد سؤاله عمّا إذا كان متعاطياً لمادة ما أسهمت في ظهوره بهذه الحالة، بأنه بالفعل تعاطى مخدّر الكريستال.

بعد ذلك، اصطحب رجال المكافحة الصديقين إلى مقر سكنهما من أجل تفتيشه، تطبيقاً لأمر النيابة العامة، وتبيّن لهم أن مقر السكن عبارة عن سكن مُشترك مع مجموعة من الأصدقاء، مُقسم إلى غرف صغيرة يعيشون فيها مع بعضهم بعضاً.

شرع رجال المكافحة في تفتيش الغرفة الخاصة بالشاب الأول، فعثروا في درج الطاولة على «لفافتين ورقيتين بداخلهما مادة بلورية الشكل لها المظهر المميز لمادة الكريستال المُخدرة، فيما عثروا في غرفة صديقه على ذات المادة المخدرة كان يخفيها أسفل غطاء طاولة.

الصديق الثالث داخل السكن

لم تنته المفاجآت في هذه القضية عند العثور على الصديق الثاني والضبطيات، فقد عثر رجال المكافحة في داخل مقر السكن على الصديق الثالث الذي كان أيضاً في حالة غير طبيعية، ويتلعثم في الكلام ليتمّ التحفظ عليه فوراً.

اعترافات الأول والثاني

أقرّ الصديقان، الأول والثاني، في التحقيقات بأن المضبوطات في غرفة كل منهما عائدة لهما بالفعل، وأنهما يحوزانها بقصد التعاطي، مُشيرين إلى أنهما يحصلان على المخدّر بعد التواصل مع أحد تجار المواد المخدّرة من خلال برنامج التواصل الاجتماعي «واتساب».

وأكد الاثنان أنهما يشتريان السموم المخدّرة من هذا التاجر، عبر إيداع مبالغ مالية في أحد الحسابات البنكية العائدة له، ثم يقوم هذا التاجر بإرسال موقع جغرافي لهما من أجل التوجه إليه، واستلام السموم المخدّرة، من دون أن يعرفا هويته، أو يقابلاه.

بعد ضبطهم، خضع الأصدقاء الثلاثة إلى الفحوص المخبرية حيث تبيّن احتواء أجسامهم على المؤثرات العقلية من «أمفيتامين وميثامفيتامين» اللتين تعتبران المادتين الفعالّتين في مخدّر«الكريستال» الصناعي، إلى جانب مخدّر الحشيش،جرّاء تعاطيهم هذه السموم.

لائحة اتهام بحق الأصدقاء

رفعت النيابة العامة في دبي، لائحة اتهام بحق الأصدقاء الثلاثة إلى الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية، ضمت 3 تهم للصديقين الأول والثاني، وتهمة واحدة للصديق الثالث.

وأمّا الصديقان الأول والثاني، فوجهت النيابة العامة لهما هذه التّهم: أولاً «حيازة مؤثرات عقلية بقصد التعاطي في غير الأحوال المصرّح بها قانوناً»، وثانياً «تعاطي المؤثرات العقلية»، فيما تمثلت التهمة الثالثة في «إيداع مبالغ مالية إلى تاجر مخدرات خلافاً لمواد المرسوم بقانون اتحادي في شأن مكافحة المواد المخدّرة والمؤثرات العقلية».

وطالبت النيابة العامة بمعاقبة الصديقين بالحبس، أو الغرامة، ومنعهما لمدة سنتين، من تحويل أو إيداع أية أموال للغير، بذاته أو بواسطة الغير، إلا بناء على إذن يصدر عن مصرف الإمارات المركزي، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، إلى جانب المُطالبة بإبعادهما عن الدولة بعد عقوبة الحبس.

أمّا الصديق الثالث، فطالبت النيابة العامة بمعاقبته بالحبس أو الغرامة، عن التهمة الوحيدة الموجهة له، والمتمثلة في «تعاطي المؤثرات العقلية في غير الأحوال المصرّح بها قانوناً».

مصير الأصدقاء الثلاثة

دانت الهيئة القضائية في المحكمة الابتدائية، الأصدقاء الثلاثة بالتهم الموجهة لهم، وقضت بمعاقبة الصديقين، الأول والثاني، عن التّهم الثلاثة، بالحبس لمدة شهر واحد، وأمرت بمصادرة المواد المخدّرة المضبوطة بحوزتهما، إلى جانب الأمر بإبعادهما عن الدولة بعد إنهاء عقوبة الحبس.

أما الصديق الثالث، فاكتفت محكمة الابتدائية بمعاقبته على تهمة التعاطي بتغريمه مبلغ مالي قدره 5 آلاف درهم، من دون أن توقع عقوبة الحبس بحقه، مع الأمر بإبعاده عن الدولة، لتنهي بذلك صداقة التعاطي التي جمعت الشباب الثلاث بهذا المصير.