12 مارس 2024

المصور الفلكي يوسف القاسمي: سماء العين الصافية وجّهت عدسة كاميرتي نحو تصوير الفلك

محررة في مجلة كل الأسرة

المصور الفلكي يوسف القاسمي: سماء العين الصافية وجّهت عدسة كاميرتي نحو تصوير الفلك

حفّزت طبيعة مدينة العين الصحراوية، موهبة يوسف القاسمي في التصوير، ليسخّر موهبته في رصد النجوم وتصويرها في أوقات وأجواء مختلفة، فهو يرى في عالم الفلك جمالاً ومعاني وعلوماً استحقت منه قضاء ساعات طويلة من التأمل في السماء الصافية ليلاً، ليلتقط عبر عدسة كاميرته لوحات فنية لوّنتها النجوم، وكشفت عن إبداع الخالق عزّ وجل، في خلقه السماوات، وما تحويها من مشاهد خلابة، تمكن القاسمي من حصد بعضها كمصور فلك محترف، وعضو في جمعية الإمارات للفلك.

المصور الفلكي يوسف القاسمي: سماء العين الصافية وجّهت عدسة كاميرتي نحو تصوير الفلك

حاورنا المصور الفلكي الإماراتي يوسف القاسمي، ليحدثنا عن تجربته الناجحة في تصوير النجوم، فقد التقط العديد من الصور الخلابة للأجرام السماوية العميقة، مثل مجرة «أندروميدا»، وسديم خرطوم الفيل، ومجرة درب التبانة، ليُلهم العديد من المصورين الشباب تعلّم أسرار ملامسة الفضاء، من خلال عدسات كاميرات التصوير.

هل تذكر اللحظة التي قررت أن ترفع فيها كاميرتك للسماء؟

الموضوع بدأ بالتدريج، فأنا أعيش في منطقة صحراوية بدوية، خالية من التلوث، السماء في أغلب أوقات السنة صافية ،زاهية، جاذبة للعين والعقل، مقارنة بدول أخرى يغطي سماءها الضباب أغلب أوقات العام، وهذا ما يميّز التصوير في الإمارات بشكل عام. هذه الحالة والرغبة في تصوير النجوم دفعتني للتأمل في السماء، وحكمة الله سبحانه وتعالى، في هذا الخلق، بدأت تعلّم كل ما يتعلق بالجرم الذي أصوّره، وأقوم بتحليل المعلومات التي تحيط بالجرم، أو النجم، لأعرف الغاز الذي يتألف منه النجم، فهذه الطريقة ترسّخ لديّ المعلومة، بل تدفعني إلى البحث والتعلّم، أكثر وأكثر، وأصبح جزءاً من هذا العالم الواسع.

المصور الفلكي يوسف القاسمي: سماء العين الصافية وجّهت عدسة كاميرتي نحو تصوير الفلك

ما التحديات التي واجهتك في رحلتك لتصوير النجوم؟

الصعوبة بالمنطقة العربية تكمن في أنه لا يوجد محتوى قوي للتصوير الفلكي، لا يوجد مصورون معروفون وكبار في التصوير الفلكي، في منطقتنا العربية، لذلك لا يوجد من يرشدنا، أو يعلّمنا أين الأماكن المناسبة للتصوير، أو الأوقات المناسبة للتصوير، ولأنه لا يوجد من نكتسب خبرة منه هنا، نلجأ للمصورين الأجانب، ولكن تبقى خبرتهم مختلفة عن واقعنا، خصوصاً أنني أقيم في منطقة بدوية، لها ثقافتها، وخصوصيتها، وطبيعتها، فلا يمكن تطبيق نصائح الغرب لدينا، كما أن اختلاف اللغة يُعد عائقاً لفهم الكثير من أسرار التصوير الفلكي.

المصور الفلكي يوسف القاسمي: سماء العين الصافية وجّهت عدسة كاميرتي نحو تصوير الفلك

هل ينافس الذكاء الاصطناعي المصورين في صناعة صور الفلك؟

في البداية نحن نطوع الذكاء الاصطناعي لعمل الشيء الذي نريده، وقد ساعدتنا هذه التقنيات الحديثة بالفعل، على تقليل الشوائب والضوضاء الضوئية، وتصفية الصور لنزيل تلوث الصورة بسبب حرارة الكاميرا، وعوامل أخرى، ولكنها لا تنافس المصور، ولا تخترع شيئاً جديداً، ولا يمكن أن تتفوق على عدسة المصور الحقيقي.

كيف تنقل تجربتك للشباب الراغبين في خوض تجربتك نفسها؟

دوري من خلال اللقاءات مع المصورين الشباب، والدورات التي أقدّمها بنفسي فيها لتبسيط مفهوم الفلك لهواة وعشاق التصوير، وتعريفهم بالتصوير الفلكي، واستقطاب المواهب الشابة، لتطوير مهاراتهم، ومساعدتهم على الوصول إلى مستوى الاحتراف في هذا المجال.

المصور الفلكي يوسف القاسمي: سماء العين الصافية وجّهت عدسة كاميرتي نحو تصوير الفلك

حدثنا عن مشاركتك في المهرجان الدولي للتصوير «اكسبوجر 2023»

مشاركتي في «أكسبوجر» كعضو في جمعية الإمارات للفلك، بهدف تقديم طرق وحرفيات تصوير الفلكي، وتشجيع الموهوبين الشباب، على تطوير مهاراتهم في هذا النوع من التصوير الإبداعي، وهذا النوع من التحفيز هو ما كنت احتاج إليه في بداية مشواري في التصوير، إضافة للتعرف إلى كبار المصورين ومقابلتهم وجهاً لوجه، حيث نتبادل التجارب والنصائح فيما بيننا، كما أن المهرجان جمع العديد من المهتمين بالتصوير الفلكي، الأمر الذي أتاح الفرصة لمساعدتهم من خلال تقديم النصائح لهم، وإتاحة المعدات الموجودة بمرصد الإمارات الفلكي في منطقة الرزين بأبوظبي لهم.