كانوا 500 أمّة، وكل أمّة مؤلّفة من قبائل عدة، وجميـعها كانت استوطنت الجزء الشمالي من أمريكا. اليوم تقلّص عددها إلى حفنة موزّعة بين الولايات المتحدة، وكندا. فيلم هذا الأسبوع «كيف رُبح الغرب» How the West Was Won، عرض في عام 1962، ويعرض بعض الحقائق، ويُغيّب حقائق أخرى.
أمام الكاميرا
لم تكن كل أفلام الوسترن الأمريكية معادية لما عُرف بـ«الهنود الحمر». هذا تعميم جاف، وغير واقعي، لكن هناك الكثير منها في الواقع، لم تكترث لتقديم القصّة الحقيقية لكيف ربح البيض الغرب الأمريكي. لذلك عندما كتب جميس وَب، سيناريو هذا الفيلم سارعت شركة م. ج. م. لإنتاجه كأكبر فيلم وسترن في التاريخ، حتى ذلك الحين، وعيّنت له ثلاثة مخرجين خاضوا سينما الغرب الأمريكي معظم سنواتهم المهنية، وهم جون فورد، وهنري هاذاواي، وجورج مارشال.
الحكاية تنطلق من عائلة خاضت الحرب الأهلية الأمريكية، بعدما كانت تركت المدن الشرقية في الولايات المتحدة، وانتقلت صوب الغرب البعيد. تبدأ الأحداث سنة 1829 عندما انتقلت عائلة برسكوت المؤلّفة من الزوج زيبولن (كارل مالدن)، والزوجة (أغنيس مورهد)، وأولادهما الأربعة، إلى ما يعرف اليوم بولاية أوهايو، لتأسيس حياة جديدة. ذات يوم تلتقي العائلة بصياد فرو، ولاحقاً سيعود الصياد إليها ليتزوّج إحدى بناتها. يمضي الفيلم متخذاً من تلك العائلة أرضية الأحداث التي ستتوالى من جيل لآخر، مروراً بكل المخاطر التي تحيط بها، من عصابات السرقة والخطف، إلى «الهنود الحمر»، والحرب الأهلية ذاتها.
وراء الكاميرا
- أول فيلم بنظام سينيراما تم إنتاجه في هوليوود والعالم.
- اقتبس الكاتب جيمس وَب، الذي فاز بأوسكار أفضل سيناريو عن هذا الفيلم في 1963، مقالات تم نشرها في مجلة «لايف» في سنة 1959 على حلقات.
- كل من المخرجين، جون فورد وهنري هاذاواي وجورج مارشال، استلموا جزءاً من ذلك التاريخ ليسرده على طريقته. الجزء الذي قام جون فورد بإخراجه كان بعنوان «الحرب الأهلية». هاذاواي أخرج ثلاثة أجزاء، هي «النهر»، و«السهوب»، و«الخارجون عن القانون». جورج مارشال أخرج «سكة الحديد»، عن كيف تم شق خطوط السكّة لأول مرّة من الشرق إلى الغرب.
- عدد كبير من نجوم الستينات شاركوا في هذه الملحمة، من بينهم هنري فوندا، كارول بايكر، جورج ببرد، روبرت برستون، جيمس ستيوارت، جون واين، رتشرد ودمارك، وولتر برينان، غريغوري وسبنسر ترايسي.
- العدد الكلي للمجاميع (الممثلون الثانويون وأولئك الذين يشكلون أعداداً غفيرة)، بلغ 12 ألف ممثل.
أوين مارش الذي شارك في الفيلم كمصور
- استخدام نظام سينيراما يعتمد على ثلاث كاميرات متجاورة تصوّر كل منها المشهد ذاته، في وقت واحد، لأجل ضمان شروط الشاشة الأعرض حتى ذلك الحين (آيماكس هي البديل الحالي). هذا الاعتماد تطلّب تفاصيل ومصاعب واجهها مديرو التصوير الأربعة الذين انتدبوا لهذا الفيلم.
- أصعب ما في هذا النظام هو كيف سيتعامل الممثل أمام العدسات الثلاث التي تقوم بتصويره في وقت واحد. بعض المشاهد تكشف عن وجهة نظر غير صحيحة من ممثل لآخر، يبدو الأول فيها كما لو كان يتطلع بعيداً عن الممثل، أو إلى الصدر عوض العينين.
- كشف مقال ظهر في صحيفة «ذ نيويورك تايمز» سنة 1961 عن أن الممثل- المغني بينغ كروسبي اشترى حقوق المقالات المنشورة في مجلة «لايف» لكي ينتجها كمسلسل تلفزيوني.
- بدأ المشروع بميزانية قدرها 8 ملايين دولار، وانتهى بارتفاع التكاليف إلى 15 مليون دولار، وكان رقماً عالياً في ذلك الحين.
- تناوب على كتابة الموسيقى اثنان، هما دمتري تيومكن، ثم ألفرد نيومان. رفع تيومكن دعوى قضائية ضد مترو غولدوين ماير، على أساس أنه صُرف من العمل من دون وجه حق. لكن الحقيقة هي أن هذا الصرف استند إلى توقف تيومكن عن العمل لأربعة أشهر بسبب حادثة تعرّض لها.
- انتقد عدد من النقاد البريطانيين والأمريكيين تكرار صورة القبائل الأمريكية كأعداء، وليسوا كأصحاب قضية.
- الاستقبال النقدي للفيلم كان فاتراً، والكلمات الأكثر تداولاً في المقالات كانت: «تقليدي»، «مملوء بالمشاهد المتكرّرة»، و«غير مثير».