أفلام الكوارث فنّ لا تجيده سوى هوليوود، وتعمد إليه كلما أرادت إبهار المشاهدين بأن العالم سينتهي على أيدي وحوشه الهابطين من الفضاء، أو الخارجين من تحت الأرض.
Stargate
لا تتذكر السينما العالمية الأهرام المصرية إلا عندما تكون هناك أسباب لإثارة الخوف من فراعنتها، وماضيها، ومعالمها. على سبيل المثال، دأبت السينما، منذ الثلاثينات، على تقديم أفلام رعب حول المومياء التي يكتشف وجودها علماء آثار، فيتجاهلون تحذير بعض العاملين المصريين معهم من أن هناك لعنة ستصيب من يستخرج المومياء من تابوتها.
وفي التسعينات من القرن الماضي، شاهدنا في Stargate كيف أن اللعنة لا تنتظر خروج المومياء من تابوتها، بل يكفي أن تكون مصرية. الأهم من ذلك أن المصريين القدامى لم يبنوا الأهرام، بل مخلوقات فضائية شبيهة بهم!
والتلفيقة ذاتها نجدها في الفيلم الكرتوني The Prince of Egypt الذي انتجته شركة ستيفن سبيلبرغ (دريمووركس أنيميشن)، بادّعاء أن بُناة الأهرام هم اليهود وليس الفراعنة.
Godzilla X Kong
الأمثلة متوفرة، وتحتاج إلى من يجمعها في كتاب، وهي تعاودنا الآن على نحو مختلف. نعم ليست هناك من إهانة لكن لسبب ما، فإن كينغ كونغ، ذلك الوحش الذي فشل الإنسان في القضاء عليه منذ ظهوره أول مرّة سنة 1933 في King Kong، سيخرج من تحت الأرض، حيث حلّ ضيفاً على المقابر هناك. الأرض ستهتز والأهرام ستتهاوى لأن هذا القرد الضخم (يزداد ضخامة بين كل فيلم وآخر)، يحدث زلزالاً أينما حل. من حسن الحظ أنه لن يبقى في أرض العرب طويلاً، لأن السيناريو يريده في مكان آخر.
هذا بعض ما نراه في فيلم Godzilla X Kong حيث سيلتقي الوحشان لحفلة مصارعة كبيرة ضحيتها البشر.
الفيلم سيهز صالات السينما في التاسع والعشرين من هذا الشهر، وإلى جانبه فيلم آخر عن الآثار، لكن ليس عن وحوش تعيش تحتها، بل عن لصوصها. الفيلم هو «لا شيميرا» للإيطالية أليس رورواشر، التي يصفها البعض بـ«مستقبل السينما»!
Kung Fu Panda 4
Ghostbuster:Frozen empire
أحلام شبحية في الربح
الفارق بين الفيلمين المذكورين ليس في نطاق أن أحدهما عنيف، وضخم، وحواراته في أغلبها ناتجة عن غوريللا ووحش من تحت الماء، بل أساساً في أن «غودزيلا- كونغ» يتطلع لابتلاع نحو 140 مليون دولار في أسبوعه الأول، بينما من المحتمل، ولو بحدود، أن يجمع «لا شيميرا» هذا المبلغ في شهرين.
إنجاز 140 مليون دولار في الأسبوع الأول، هو حلم داعب فيلمين هذا الأسبوع هما Ghostbuster:Frozen empire و Kung Fu Panda 4، ولكن حين أفاقا من ذلك الحلم وجدا نفسيهما في وضع مختلف. فيلم الأشباح التي يطاردها دان أكرويد، وبيل موراي، وبول رَض (Rudd)، احتل المركز الأول بـ45 مليون دولار، وأعتقد إنه سيتراجع عن مركزه هذا في غضون أيام قليلة. أما «كونغ فو باندا- 4» فقد اكتفى بتسجيل 17 مليون دولار، وحلّ ثالثاً.
هنا لابد من الإشارة إلى أن «كثبان- الجزء الثاني» الذي افتتح في المركز الأول، قبل أسبوعين، ثم تراجع في الأسبوع الماضي، إلى المرتبة الثانية، حافظ على هذا المركز جامعاً في غضون ذلك 234 مليون دولار من الولايات المتحدة، ونحو 200 مليون دولار من أنحاء العالم.
Bob Marley: One Love
نوستالجيا أفلام
طبعاً غودزيللا وكينغ كونغ من نجوم الأمس (السينما اليابانية أطلقت نحو 40 فيلماً من غودزيللا، ولا تزال تمضي صوب المزيد) لكن هناك، من حسن الحظ ربما، نجوم من البشر لمعوا في الماضي، ويعودون هذه الأيام لالتقاط بعض الوهج.
مثلاً، لدينا الممثل وليام شاتنر في فيلم تسجيلي عنه عنوان «تستطيع أن تناديني بل» (You Can Call Me Bill). شاتنر كان بطل أفلام «ستارترك» على التلفزيون، وفي عدد من الأفلام السينمائية، نجوميّته كانت مرتبطة بتلك السلسلة أساساً، لم يكن من النوع الذي يتوقع المتابعون مشاهدته على منصّة الأوسكار، وهو يحمل بيده تمثالاً ذهبياً، لكنه كان محبوباً من رهط كبير.
الثاني هو المغني بوب مارلي الذي كان أحد نجوم الثمانينات اللامعين بدوره. هوليوود فكّرت في تحقيق فيلم روائي عن حياته ما قاد لولادة Bob Marley: One Love
السبب في ذكرهما هنا هو أن نجوم الأمس من البشر ليسوا ضماناً لنجاح تجاري. كل من هذين الفيلمين تزحلق بعيداً من أسبوعه الأول. لا شاتنر يستطيع أن يكون غودزيللا، ولا مارلي يمكن أن يكون كينغ كونغ.