خاض مغامرة غير محسوبة مع إحدى الجميلات، ورغم أنه زوج وأب، إلا أن جمالها سلبه عقله، تعرف إليها في إحدى المعاملات التجارية بحكم طبيعة عمله كرجل أعمال، لكن سرعان ما تحولت علاقة العمل إلى صداقة وحب انتهت بالزواج العرفي. لم يكن الزواج هو النهاية السعيدة، بل كان بداية المصير المجهول.
خلافات حادة نشبت بين الزوجين، هي كانت تريد حياة زوجية كاملة، وهو كان يريد حياة زوجية في الخفاء، احتدم الصدام، وهدّدته بالفضيحة، فلم يشعر بنفسه إلا وهو يتخلص منها.. في دقائق معدودات تحول من رجل أعمال ناجح إلى قاتل يواجه مصيراً مجهولاً.
كانت فتاة جميلة، لكن شاء سوء حظها أن تتزوج بشخص لا تحبه، نزولاً عند رغبة أسرتها، والنهاية الطبيعية كانت الطلاق. أفقدها هذا الانفصال الثقة بنفسها رغم جمالها الآسر، وأناقتها، وإطلالتها المختلفة، تعذبت كثيراً، كانت دائماً ما تؤكد لنفسها أنها تستحق أفضل من هذا الحظ بكثير.
كانت تشتاق لسماع كلمات الغزل، والعشق، والغرام، إلى أن التقت برجل الأعمال الشاب. وتمكنت من نسج خيوطها حوله، حتى أصبح أسيراً لهواها.
كانت تشعر معه بأنها مرغوبة، وعادت إليها أنوثتها الغائبة، وأصبحت تعد الأيام والليالي التي تسبق رؤية حبيبها المتزوج، لم يشغلها الأمر كثيراً، كل ما شغل تفكيرها وسيطر على مشاعرها هو إحساسها العميق بالحب.
زواج عرفي.. ودون إنجاب!
طلب منها رجل الأعمال الزواج، وأكد أنها لو وافقت ستعيده إلى الحياة مرة أخرى. شعرت بالفرحة الشديدة، لم تتخيل أنه وقع في غرامها بهذه السرعة، لذا وافقت من دون تردد على طلبه.
كان شرطه الوحيد أن يكون زواجهما سرياً وعرفياً ومن دون إنجاب، وافقت الفتاة الجميلة، كان الاثنان يعلمان إنهما يخوضان تجربة كبيرة، ومغامرة خطرة، سيضحيّان فيها بكل شيء. ولكن، في لحظات توقف فيها العقل عن التفكير، وغابت الإرادة عند الحبيبين، قررا الاستمرار في ما عزما عليه.
رجل بالاسم وتابع ذليل
تمت المغامرة، وتزوج العاشقان زواجاً عرفياً. عاشا أجمل أيام العمر مع بعضهما بعضاً، لكن، بمرور الوقت، سرعان ما اكتشف الزوج بعد العام الأول من زواجهما أنه لم يكسب من زوجته العرفية غير جمالها الساحر، وأنوثتها الملتهبة، أما الحقيقة فكانت تظهر تباعاً.
أكتشف إنه وقع ضحية كذبة كبيرة، علاقات زوجته، بحكم عملها في مجال التسويق، كانت متشعبة، وطموحاتها كبيرة، وتنازلاته لها تزداد يوماً بعد يوم، حتى أدرك أنه صار رجلاً بالاسم فقط. وبمرور الوقت، شعر بأنه مجرد تابع ذليل في يدها، وكانت المفاجأة عندما أخبرته برغبتها في الحمل، فأكّد لها أن هذا الأمر مخالف للاتفاق الذي كان بينهما، لكنها لم تُعِره أي اهتمام، وأكدت له أنها بحاجة إلى أن تكون أمّاً.
أيام عصيبة عاشها الحبيبان، بين شدّ، وجذب، وخلافات حادّة، انتهت بتهديد الزوج لزوجته بأنه سيطلقها من دون أن يكون لها أي حقوق، فتحدّته بأنها ستخبر الجميع بقصتهما، وستقوم بإظهار ورقة الزواج العرفي التي بحوزتها أمام الجميع، ولن تكتفي بذلك، وإنما ستذهب للمحكمة لإثبات حقها.
شجار وموت
ذهب إليها ليلة الحادث يحذّرها من تنفيذ إنذارها، وإظهار ورقة الزواج العرفي، رفضت بشدة تسليمه الورقة، ونشبت بينهما مشادّة عنيفة، تحولت لمشاجرة قام على إثرها رجل الأعمال الشاب بخنقها حتى لا تتمادى في صراخها، كان غرضه أن يمنع صراخها من الوصول إلى الجيران حتى لا تتسبب له بفضيحة مدوّية، لكن الذي حدث فاق التوقعات، حيث اختفى صوتها نهائياً، وسكتت عن الكلام.. فاضت روحها بين يديه، ولم تحتمل قبضة يده حول رقبتها.
انتابته حالة هستيرية من هول ما اقترفته يداه من دون قصد، فحاول الهرب، لكن الجيران هرعوا إلى الشقة بعدما سمعوا أصوات الشجار العنيف بينهما.
حاول مقاومتهم والفرار مسرعاً من داخل شقة الزوجية، ولكنهم أحكموا الطوق عليه لحين استدعاء الشرطة. ولم تمضِ سوي دقائق حتى جاء رجال الشرطة إلى مكان الجريمة، وتم إلقاء القبض على الزوج في مشهد سينمائي شديد الحبكة الدرامية، لم يتوقع أشد المتشائمين أن يتحول إلى قاتل مطارد من العدالة.
ارتعد جسده، طافت الدموع في عينيه، وغاب عن العالم من حوله، تمنّى لو أن الأرض انشقت وابتلعته قبل القبض عليه. لأول مرة يقف كمتّهم في جريمة قتل، دارت به الدنيا وهو يتخيل نفسه داخل القفص الحديدي، وعدسات مصوري الصحف تلتقط له الصور، بينما هو يداري وجهه بيديه، مثلما كان يفعل المجرمون الذين كان يشاهد صورهم في الجرائد. أغمض عينيه، واستسلم لمشاهد الذكريات المتلاحقة في ذاكرته، يمضي شريط الذكريات بالزوج من زمان إلى زمان، ومن مكان لآخر، تزوج وأنجب وعاش حياة مستقيمة، مستقرة، هادئة، دفعته من نجاح إلى نجاح، لكنه ضيّع كل شيء بسبب نزوة غرامية دمّرت كيان أسرته.
تم تحرير محضر بالواقعة ضمت أوراق كل التفاصيل، وشهادة الشهود من الجيران الذين سمعوا، وشهدوا الواقعة. وتمت إحالة المتهم للنيابة العامة التي أمرت بحبسه 15 يوماً، على ذمة التحقيقات الجارية معه، تمهيداً لإحالته إلى محكمة الجنايات.
إعداد: كريم سليمان