21 أبريل 2024

عيسى الطنيجي يكتب: أبو سليمة وحكايته الأليمة!

إعلامي اماراتي متخصص في الكتابات الساخرة، ومصور فوتوغرافي محترف في الأسفار، أعمل حالياً في مجال الاتصال المؤسسي والعلاقات العامة بإحدى الجهات الحكومية في أبوظبي

عيسى الطنيجي يكتب: أبوسليمة وحكايته الأليمة!

حدّثنا صديقنا أبو سليمة عن حكايته الأليمة.. قائلاً:

في يوم من أيام رمضان، هممت بالخروج والكلّ تعبان، فقلت لزوجتي هل من أوامر؟، فأجابت: بوجودك البيت عامر، لا نريد سوى بعض المشتريات، وتشكيلة من الحلويات، وشيء من الخضراوات! فأحضرت الدفتر والقلم، وبدأت أشعر بالندم، هل كان من المفترض سؤالها، عن شؤونها واحتياجاتها؟ أخذت المرأة تعد مئات الطلبات، وقلبي ينوء بالحسرات، انتهت القائمة بأكياس الرز والسكّر، وكيلوات من البصل والبنجر، وعندها انقلب مزاجي وتعكّر!

قلت لها: ما تلكم الطلبات الطاحنة؟ إنها تحتاج إلى شاحنة، نظرت إليّ نظرة مخيفة، فوافقت فوراً مع ابتسامة خفيفة!

انطلقت بسيارتي إلى الدكان، وهناك شاهدت صديقي برهان، ألقيت نظرة على الأسعار، فوجدتها تلسع مثل النار، استنكرت ذلك الاستغلال، وتغير الأمور وتبدل الحال، فقال لي: مسكين أيها الجار، أنسيت أن بعض التجار فُجّار؟، السلعة اليوم بمئتين، وغداً تصبح بألفين، فقلت أين جمعية المستهلكين، أم أصبحوا في النوم غارقين؟ ضحك جاري بحرارة، حتى سقطت منه النظارة، فأيقنت أنني إنسان غير فهيم، وفي تلك الأمور (سوبرغشيم)!

اهتز هاتفي هزة مباغتة، وكادت بطاريته تسقط، فإذا بزوجتي تولول وتبكي، وبأقسى العبارات تشكي، فقالت غاضبة: اذهب الآن إلى الخياط، وخذ معك رزمة من السّياط، اضرب بها المدعو أمين، الذي (خرّب) علي الفساتين! قلت متهرباً: أنا في مكان بعيد، فقالت: إنها ثياب العيد!

توجهت بسرعة إلى ساحة المعركة، وقررت الدخول في حرب مشتركة، فسألت عن الخياط أمين، فردّ عليّ شخص يشبه التنين، لا ترفع صوتك أيها البوق، وإلا حذفتك خارج السوق، حاولت أن أظهر له انتقامي، وبدا ذلك في كلامي، فكال لي الشتائم والسباب، ثم أغلق النوافذ والباب، لم تمرّ سوى دقيقة، حتى اشتعلت الحريقة، فأصبحت في يده كالبهيمة، وإنساناً بلا قيمة، ثم جاء دور زميله (نظير)، الذي لا يعرف معنى الضمير، فقد ألبسني فستاناً عارياً، بألوانه يبدو زاهياً، ورماني أمام بقالة الربيع، فصرت مضحكة للجميع!