المخرجة التونسية كوثر بن هنية أثناء حضورها مهرجان "كان" العام الماضي
الفرح الذي يشعر به المخرج، ذكراً أو أنثى، حين الوصول إلى سباق مهرجان «كان»، أو «فينيسيا»، أو إلى ترشيحات الغولدن غلوب، والسيزاو، والأوسكار، مُحق.
لقد سعى طويلاً لتحقيق هذا الحلم بالاشتراك رسمياً، في مناسبة، أو مهرجان كبير. كيف لا يمكن له إلا أن يشعر بأنه بات على قاب قوسين أو أدنى من الفوز الكبير؟
حتى وإن لم يفز، فإنه يدرك أنه قطع ثلاثة أرباع الخطوة صوب الفرصة التالية. يوماً ما سيفوز، وإن لم يفز فهو حقق انطلاقات كبيرة صوب الشهرة، والنجاح.
لكن لحظة.. ماذا لو كانت لدينا- نحن في هذه الأمّة- جائزتنا السنوية الخاصة؟ لمَ لا نملك ما يوازي جوائز غويا في إسبانيا، وسيزار في فرنسا، وبافتا في لندن، والأوسكار في الولايات المتحدة؟
ولا دولة عربية لديها جائزة سنوية شاملة ومحترفة باسم ما. بعض تلك الدول راسخ في صناعة الفيلم، لكن فكرة إنشاء مؤسسة من هذا النوع إما لم يتم التفكير فيه، أو تم التفكير به تجاهله. لماذا؟ أسألوا غيري.
لا يمكن الحلم بأن يتم إنشاء مؤسسة عربية جامعة مثل جوائز الاتحاد الأوروبي السينمائية. هذا لسببين: كيف يمكن لنحو 20 دولة أن تتفق؟ ثم كيف يمكن التحكم في التوجهات الوطنية، بحيث يحاول كل فرد شد الحبل ناحية صناعة بلده؟
ممتاز. إذن، لماذا لا يوجد تفكير في خلق مؤسسة لكل دولة عربية تنتج أفلاماً (ثماني دول)؟ أصعب ما في كل مشروع هو الخطوة الأولى.. بعد ذلك هو طريق مفتوح صوب النجاح.