14 مايو 2024

جريمة في أرذل العمر.. يقتل حفيدته الشابة خوفاً من الفضيحة

فريق كل الأسرة

جريمة في أرذل العمر.. يقتل حفيدته الشابة خوفاً من الفضيحة

لا تكمن غرابة هذه القصة في فارق السن الكبير بين الحبيبين فقط، أو بمعنى أدق، بين المتهم وعشيقته، لكن بسبب الملابسات العجيبة التي شهدتها هذه القصة، والنهاية السوداوية التي جعلت رجلاً مُسنّاً يتخلص من حفيدته الطالبة الجامعية من أجل عشيقته الصغيرة.

قصة حب من نوع غريب جداً، نشأت بين رجل مُسِن، وصديقة حفيدته، ربما لا تحدث هذه الحكاية سوى في الأفلام الخيالية، شديدة الحبكة الدرامية، لكننا بصدد قصة حب حقيقية، انتهت نهاية مأساوية.

بدأت القصة منذ بضع سنوات مضت، أسرة صغيرة مكوّنة من زوج، وزوجة، وطفلة وحيدة، كانت حياتهم طبيعية مثل أي أسرة بسيطة، لكن شاءت الأقدار أن يلقى الزوج وزوجته مصرعهما في حادث تصادم نجت منه الطفلة الصغيرة. انهارت أحلام الأسرة جميعاً بسبب هذا الحادث المأساوي، أصبحت الطفلة الصغيرة وحيدة في هذه الدنيا، ولم يبق لها سوى جدها الذي أصبح هو كل أسرتها، وعائلها الوحيد.

مضت سفينة الحياة بهما بكل حلوها ومرّها، إلى أن وصلت الفتاة إلى المرحلة الجامعية، حيث التحقت بإحدى الجامعات على أطراف العاصمة، ونظراً لبعد المسافة بين محل الإقامة والجامعة اقترحت على جدها أن تشارك إحدى صديقاتها في استئجار شقة صغيرة بجوار الكلي،ة حتى تتمكن من استذكار دروسها.

قصة حب غريبة

وافق الجد على هذا الاقتراح لمساعدتها على التفوق في دراستها، ومن وقت لآخر، كان يقوم بزيارتها للاطمئنان عليها، والشدّ من أزرها، لكن حدث شيء غريب لم يكن في الحسبان نهائياً. أثناء الزيارات المتكررة من جانب الجد للاطمئنان على حفيدته كان يلتقي بصديقتها المقيمة معها في السكن نفسه، في بداية الأمر كان الأمر لا يعدو عن مجرّد تبادل الأسئلة، والأخبار، والاطمئنان على حفيدته، لكن بمرور الوقت شعر الجد بأن هذه الفتاة أكثر من مجرّد صديقة لحفيدته.

تحركت مشاعره تجاهها بشكل غريب، شعر بأنه يأتي كل مرة ليس للاطمئنان على حفيدته فقط، وإنما لرؤية صديقتها. في بداية الأمر كان يظن أنها مجرد فتاة جميلة مظهرها الخارجي يبدو أكبر من عمرها الحقيقي، كان يكذّب نفسه، ويحاول جاهداً أن يؤكد في ثنايا قلبه أن إعجابه بها ما هو إلّا إحساس كاذب، ويردّد في قرارة نفسه أن ما يشعر به، ويفكر فيه، يعد ضرباً من الخيال، لكن مع الوقت اكتشف الحقيقة الكبرى، أنه أصبح مغرماً بهذه الفتاة بشكل جنوني.

وفي المقابل كانت الفتاة تتودد إليه، وتتحدث معه بلطف شديد، حتى بدأ هو أيضاً بتحويل انتباهها من مجرد أنه مثل والدها، أو جدّها، إلى أنه عشيقها، وحبيبها. وبطبيعة الحال، ولأن الفتاة كانت لا تتمتع بالخبرة الكافية لمواجهة مثل هذه المواقف، استجابت له، خصوصاً بعدما أغدق عليها الهدايا والأموال، وبدأ قلبها يميل بشد تجاهه.

عشق مجنون وخيانة

تحوّل الأمر برمته إلى قصة حب متبادلة بين الطرفين بشكل غريب جداً، فارق السّن بينهما يتجاوز الـ 30 عاماً، الفتاة وحيدة في مقتبل العمر، وبداية حياتها، أما الجد فيبدو أنه أصيب بالجنون حتى يُقدم على هذا الفعل. شعر الطرفان بأن حياتهما تعلقت ببعضهما بعضاً، زيارات الجد تعدّدت بحجة الاطمئنان على حفيدته، وعلى الجانب الآخر المكالمات الساخنة بين الطرفين لم تنقطع. عاش الاثنان أغرب قصة عشق، وحب، وخيانة لجميع الأطراف، قصة محكوم عليها بالفشل تماماً، ونهائياً، من قبل حتى أن تبدأ، خصوصاً أنها ضد جميع الأعراف، والعادات، والتقاليد، كما أنهما لن يستطيعا مصارحة ومواجهة المجتمع بهذا الأمر، لذا قررا أن تظل قصة حبهما طيّ الكتمان والخفاء، حتى لا يلفتا الانتباه، إلى أن وقعت الواقعة.

موقف تقشعر له الأبدان

كان الجد يعلم جيداً أوقات الدراسة الخاصة بحفيدته، لذا كان يختار بعناية الأوقات التي يذهب فيها لعشيقته الصغيرة، أما حفيدته، فلم تكن تعلم ماذا تخبئ لها الساعات القادمة من مفاجآت حزينة، ربما لم يتخيلها أبرع مؤلفي الدراما.

وصلت الفتاة إلى محل إقامتها في غير موعدها، دلفت إلى الشقة، كانت هناك أصوات تنبعث من غرفة النوم الخاصة بصديقتها، في بداية الأمر ظنت أن هناك لصاً في الشقة، خصوصاً وهي تعلم أن صديقتها لن تنتهي من كل محاضراتها قبل المساء، وبهدوء شديد، وترقّب حذِر اقتربت من غرفة النوم، وعندما فتحت الباب وجدت أمامها مشهداً مُقززاً أصابها بالصدمة، انقطع صوتها تماماً من هول ما شاهدته، حاولت الصراخ، أو الاستغاثة لكنها لم تتمكن من الكلام.

المشهد المخزي أصابها بالشلل التام في الحركة والتفكير، بدأت تتصبب عرقاً رغم برودة الجو، توقفت الكلمات في حلقها وهي ترى جدها ومثلها الأعلى متجرداً من ملابسه في أحضان صديقتها، وقبل أن تنطق بأي كلمة، قام جدها بكتم أنفاسها خوفاً من الفضيحة.

فضيحة أرذل العمر

على الجانب الآخر كان حارس العقار في انتظار وصول الفتاة لتحصيل بعض المتأخرات، وعندما وصلت المنزل طلبت منه أن يصعد إليها بعد مرور دقائق عدة، وربما كان هذا الأمر هو السبب الرئيسي في كشف ملابسات الجريمة. صعد الحارس في الموعد المحدد له، طرق الباب لكن لم يجد أي إجابة، كان الأمر يبدو غريباً، خصوصاً أن الفتاة صعدت أمامه منذ دقائق معدودات، وهي من طلبت منه أن يلحق بها.

رنّ جرس الشقة، لكن من دون إجابة، حاول الاتصال بها على هاتفها لكن لم يجد أيّ ردود. صوت طرقات حارس العقار على باب الشقة أقلقت بعض الجيران الذين خرجوا من شققهم لاستطلاع الأمر، وبعد دقائق عدة من الصمت كان قرار الجميع كسر باب الشقة خوفاً من أن تكون الفتاة تعرضت لمكروه، أو للإغماء. لم تمر سوى دقائق معدودات حتى كانت المفاجأة القاسية، عندما اقتحم حارس العقار الشقة برفقة الجيران كان كل شيء قد انتهى، الفتاة الجميلة ملقاة على الأرض بكامل ملابسها، وقد فارقت الحياة، أما المفاجأة فكانت في وجود جدّ المجني عليها، وصديقتها في الشقة، في حالة يرثى لها.

لم يصدق الجد القاتل نفسه بعد أن وجد حفيدته فارقت الحياة، نتيجة انسياقه وراء شهواته، وقصة عشقه الُمحرّم، أصيب بحالة هستيرية بعد أن تم إلقاء القبض عليه بتهمة القتل العمد، أما عشيقته الطالبة فتم التحفظ عليها بعد نقلها إلى مستشفى العاصمة لحين تحسّن حالتها الصحية، واستجوابها، نظراً لإصابتها بصدمة عصبية عنيفة أفقدتها القدرة على النطق.
تم تحرير محضر بالواقعة، وإحالة المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه 15 يوماً على ذمة التحقيقات الجارية معه، وانتظار الاستماع لأقوال عشيقته فور تحسّن حالتها.