Casablanca «كازابلانكا»، فيلم مشهور في عداد كلاسيكيات هوليوود، أجمع سيل كبير من النقاد على أنه من بين أفضل ما تم إنتاجه. لكن هل هذه حقيقة؟ في الفيلم ثغرات عدة، بسبب المشاكل التي تعرّض لها خلال التصوير، وقبله.
أمام الكاميرا
دراما عاطفية من إنتاج 1942 تجمع بين همفري بوغارت، وإنغريد برغمن، من إخراج المتنوّع مايكل كورتيز. تقع الأحداث خلال الحرب العالمية الثانية، وتدور حول ذلك الأمريكي الذي وقع في حب الفرنسية الجميلة قبل أن يفترقا. الآن هو في مدينة الدار البيضاء في المغرب، بعدما افتتح مطعماً ناجحاً. لكنها ها هي تظهر فجأة، ومعها زوجها اليهودي الذي تحاول تهريبه. الحب القديم يشتعل من جديد في ظروف طارئة.
وراء الكاميرا
اشترت شركة وورنر مسرحية لم يتم إنتاجها كان موراي بَنِت وجوان أليسون كتباها تحت عنوان «كلهم يأتون إلى ريك» (المقصود مطعم ريك). المبلغ الذي دفعته كان 20 ألف دولار.
سعت الشركة في البداية للتعاقد مع آن شريدان، ورونالد ريغان، للبطولة، لكن لا يبدو أن القرار استقر عليهما، أو أن عقداً أبرم معهما، ثم تم إلغاؤه لمصلحة همفري بوغارت، وإنغريد برغمن.
رونالد ريغن (الذي أصبح لاحقاً رئيس الولايات المتحدة في مطلع الثمانينيات)، نفى أنه تسلّم ترشيحاً كهذا، لكونه كان عليه التوجه للخدمة العسكرية خلال الحرب.
عدد كبير من الممثلين تم اختبارهم لأدوار مساندة على عجل، من بينهم الفرنسي جان بيير أومو، والأمريكي رايموند بار، والمخرج أوتو برمنجر (على أساس التحوّل للتمثيل في هذا الفيلم).
تعدد كذلك عدد الذين ساهموا في كتابة السيناريو، فبدأ بأنياس ماكنزي، وووالي كلاين، وانتهى بفيليب إبستين، وجوليوس إبستين، ثم تم إسناد المهمة لمزيد من الكتابة لهوارد كوتش.
بوشر تصوير الفيلم قبل الانتهاء من كتابة السيناريو، وحدث أكثر من مرّة أن تصل المشاهد المكتوبة في اليوم ذاته الذي من المفترض أن يتم تصويرها.
كذلك كانت هناك خلافات، لأن كوتش حذف مشهد فلاشباك تقع أحداثه في باريس، لكن الشقيقين ابستين أصرّا عليه.
أحد أبرز مشاهد الفيلم هو مشهد المطار في النهاية: بوغارت سيودّع المرأة التي يحب (برغمن)، التي كانت موزعة الهوى بين العودة إليه، والبقاء مع زوجها (يهودي يحاول الهرب من البوليس والغستابو). هذا المشهد كُتب على أساس أنها فضلت البقاء مع حبيبها، لكن المخرج صوّره على أساس بقائها مع زوجها.
كاد الفيلم أن يتوقف عن الإنتاج لأن انغريد برغمن كانت مرتبطة بعقد مع شركة فوكس، وكان على شركة وورنر استعارتها من الشركة الأخرى التي رفضت في البداية. بعد مداولات طويلة وافق ديفيد سلزنك، رئيس فوكس، على إعارة الممثلة لوورنر معتقداً أن الفيلم لن يحقق نجاحاً ما.
خلال ذلك تقدّمت وورنر للممثلة ميشيل مورغن بطلب قيامها هي بتمثيل الدور. لكن الممثلة طلبت 55 ألف دولار كأجر. تراجعت وورنر عن هذا الطلب عندما أعلنت برغمن أنها مستعدة لتمثيل الدور لقاء 25 ألف دولار.
بيع البيانو الذي نشاهده في الفيلم بمبلغ 154 ألف دولار في مزاد أقيم في باريس سنة 1988.
تم تصوير الفيلم بأكمله في استديوهات وورنر في كاليفورنيا.
تم الإعلان عن خطّة لإنتاج جزء ثان تبعاً لنجاح الفيلم حين تم عرضه في عام 1942، لكن ذلك لم يتم رغم موافقة بوغارت المبدئية على بطولة الفيلم. كذلك تم الإعلان عن أن ألان لاد، هو من سيقوم بالبطولة لجانب هيدي لامار، لكن هذا لم يتحقق.
رغم متاعب وثغرات الفيلم تم اعتباره أحد أفضل أفلام هوليوود، بل نال أوسكار أفضل فيلم، وأفضل إخراج. لكن همفري بوغارت لم ينل أوسكار أفضل ممثل.