كادت امرأة أن تتسبب باقتلاع وإصابة عين أخرى، إثر خلاف اندلع بينهما على أولوية الجلوس إلى طاولة، في أحد الملاهي الليلية، لكن القضاء والقدر أسهما في أن تُصاب الضحية بجروح عميقة في وجهها، امتدت إلى ما حول منطقة الجفون.
قصة المرأتين، اطّلعت «كل الأسرة» على تفاصيلها من حكم قضائي صادر عن المحكمة الابتدائية في دبي، بعد إلقاء القبض على المرأة المُعتدية:
وفقاً لتفاصيل القضية، فإن المرأتين توجهتا، في إحدى الليالي، إلى ملهى من أجل قضاء إجازة نهاية الأسبوع، وتعاطي المشروبات الكحولية، مع أصدقائهما.
وصلت المرأتان إلى الطاولة نفسها التي كانت في موقع مُميّز داخل الملهى الليلي، فأسرعت إحداهما، «المجني عليها»، لكي تسبق الأخرى «المُعتدية» في الجلوس إلى الطاولة، ما تسبب باستفزاز الأخيرة التي استشاطت غضباً نتيجة ما حدث أمامها، ورأت أنه فعل مُتعمّد.
طلبت المرأة من المجني عليها أن تغادر الطاولة فوراً، لأنها كانت ترغب في الجلوس إليها قبلها، إلا أنها رفضت تلبية طلبها، رفضاً قاطعاً، وأكدت أنها لن أن تغادر، فالطاولة ليست ملكاً خاصاً.
اضطرت المرأة «المُعتدية» إلى الجلوس إلى طاولة قريبة من طاولة المجني عليها، وبدأت بالنظر إليها بغضب شديد، ولم تستطع أن تكتم هذا الغضب، أو تتجاوزه. تقول المجني عليها «كنت في ذلك الوقت برفقة صديقتي، وجلست إلى الطاولة، فحضرت وكانت تحاول أكثر من مرة أخذ الطاولة مني بالقوة».
وتابعت المجني عليها «وسط إصرارها على الجلوس إلى الطاولة، قررت استدعاء رجل الأمن في المكان، فحضر وطلب منها الابتعاد، فأخذت تسبّني بعبارات نابية».
تهديد ثم ضرب
كان لحضور رجل الأمن وإبعاد المرأة أثر بالغ في زيادة حفيظتها على المجني عليها، فجلست مرة أخرى إلى الطاولة القريبة، وبدأت بتهديدها بالذبح، بأن وضعت يدها على رقبتها كأنها سكين، وأشارت بواسطتها إلى أنها سوف تقتلها بهذه الطريقة.
تقول المجني عليها «شعرت في ذاك الوقت بالخوف من تصرفاتها، ونظراتها الحادة، وأن هناك خطراً ما، سيحدث منها، وأن عليّ أن أكون حذرة».
كانت مخاوف المجني عليها في محلها، فلم تستطع المرأة كبت غضبها، فتناولت زجاجة من الخمر، وتوجهت نحو المجني عليها واعتدت عليها، ثم ضربتها بالزجاجة على رأسها بقوة، ما تسبب لها بجروح في الوجه.
جرح قطعي قريب من العين
وفقاً للتقرير الطبي، فإن زجاجة الخمر التي كُسرت على وجه المجني عليها تسببت بإحداث «جرح قطعي في يمين الوجه امتد إلى منطقة الجفنين، السفلي والعلوي، في الجهة اليمنى في الزاوية القريبة من العين».
وعلى الفور، تدخل رجال أمن الملهى، وسيطروا على المرأة المُعتدية، وأبعدوها عن المجني عليها، ثم قدموا بلاغاً إلى الشرطة التي حضرت إلى المكان، وألقت القبض عليها.
المعتدية: ضربتها بالخطأ
أقرّت المرأة بقيامها بالاعتداء على المجني عليها، مُبرّرة تصرفها بـ«أثناء تواجدها في الملهى الليلي قامت المجني عليها بسبّها، وأنها وصفتها بعبارة نابية، بأنها تخرج مع الرجال مقابل المال، من دون أي سبب، الأمر الذي دفعها بالإشارة إليها بأنها ستقطع رقبتها».
وعن ضربها للمجني عليها بزجاجة الخمر، ادّعت المرأة «أنها حاولت رشّ الكحول عليها، ولكن عن طريق الخطأ ألقت بزجاجة الخمر، وارتطمت بوجه المجني عليها، وأنها لم تقصد إصابتها بالإصابات التي حدثت لها».
3 تهم جنائية
رفعت النيابة العامة في دبي لائحة اتهام بحق المرأة إلى المحكمة الابتدائية، في دبي، بتهمة «الاعتداء على سلامة جسم المجني عليها، ما تسبب بتعرضها لإصابات في منطقة الوجه».
وطالبت النيابة العامة بمعاقبة المرأة، عملاً بالمادة 390 البند أولاً من المرسوم بقانون اتحادي رقم 31 لسنة 2021 بإصدار قانون الجرائم والعقوبات، والتي تنص على أنه: «يعاقب بالحبس وبالغرامة من اعتدى على سلامة جسم غيره بأية وسيلة، وأفضى الاعتداء إلى مرضه، أو عجزه عن أعماله الشخصية مدة تزيد على عشرين يوماً».
كما وجّهت النيابة العامة إلى المرأة تهمة «السب العلني» للمجني عليها، والمعاقب عليها بالحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر، أو بالغرامة التي لا تزيد على خمسة آلاف درهم، إلى جانب توجيه تهمة «تهديد المجني عليها بالقتل»، والمعاقب عليها بالحبس أيضاً.
حبس وإبعاد
نظرت المحكمة الابتدائية في الاتهامات الثلاثة الموجهة للمتهمة، ورأت أن «التهم الثلاثة ارتكبت لغرض جنائي واحد، وترتبط ببعضها بعضاً ارتباطاً لا يقبل التجزئة»، ثم قضت بالاكتفاء بمعاقبة المتهمة بالحبس لمدة شهر واحد، وأمرت بإبعادها عن الدولة.