4 يوليو 2024

محمد رُضا يكتب: طموحات بمعايير مختلفة

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

محمد رُضا يكتب: طموحات بمعايير مختلفة
لويس ب. ماير

«وجدت أن الطريقة الأفضل لمعاملة المخرجين هي تعليق ميداليات عليهم جميعاً. لو منحتهم جوائز، سيقتلون أنفسهم لتقديم ما أريد. لهذا السبب تم ابتداع الأكاديمية».

قائل هذه الكلمات غير النيّرة هو لويس ب. ماير، أحد مؤسسي شركة MGM (مترو-غولدوين- ماير)، في عام 1927، السنة التي تم فيها إنشاء جائزة الأوسكار.

ربما حصد ماير، وباقي رؤساء الاستوديوهات الهوليوودية المعروفة (وورنر، يونيفرسال، كولمبيا، ديزني، باراماونت، وسواها)، بعض النتائج التي توخّاها في تلك الحقبة، لكن الأمور أفلتت لاحقاً من وصايا هذا المبدأ، ففازت أفلام غير شعبية، أو تجارية، بأوسكارات عدّة، في مختلف المراحل، كما يستطيع أي منا التحقق من هذا الأمر بمراجعة التاريخ.

هو أمر صحيح من أن هناك مخرجين تواقين للحصول على جوائز المؤسسات السينمائية الضخمة، كالأكاديمية والمهرجانات الكبرى، لكن هناك عدد ضخم من المخرجين الذين لا يأبهون لها، ويفضلون العمل بقوانين السينما التجارية وحدها، مدركين أنهم لن يصلوا إلى عتبة الجوائز السنوية.

محمد رُضا يكتب: طموحات بمعايير مختلفة
المخرج فرانسيس كوبولا

كذلك هو أمر طبيعي. كل منا يسعى لأن يكون ناجحاً في مجاله، والمخرجون الذين يؤمّون أعمالهم بمعايير العمل الفني هم في مقدّمة هذا التنافس على النجاح. إنما في عالم باتت المعايير الفنية محط اختلاف وتشرذم، فإن بعض هؤلاء يفوز بها لا حسب تعاليم ماير، ولا حسب رغبات النقاد الفعليين، بل تبعاً للجان تحكيم، ومقترعين لديهم حساباتهم الخاصّة.

دلالة ذلك ما حصل في مهرجان «كان» الأخير من استبعاد «ميغالوبوليس» من أي جائزة، ليس لأنه فيلم رديء، بل لأنه أكثر تميّزاً وفناً مما يعلمون.

 

مقالات ذات صلة