ناقد ومؤرخ سينمائي
ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف
تعرّضت بعض الدول في أمريكا اللاتينية في العقود الماضية من القرن العشرين لسلسلة من الانقلابات، تشيلي كانت من بين هذه الدول التي شهدت في السبعينيات قيام أوغوستو بينوشيه بالاستيلاء على مقاليد الحكم والإشراف على قتل وسجن ألوف المثقفين واليساريين..
الفيلم التالي عنه، لكنه بعيد عن أن يكون سيرة حياة:
جسّدت شخصية دراكولا الشيطان منذ أن كتبها برام ستوكر قبل 127 سنة ونقلتها السينما (مئات المرّات) على هذه الصورة، في المقابل هناك المخلّص الذي يستعين بصليب (يجسّد الخير) والرصاصة الفضيّة، وهي الرصاصة الوحيدة التي تستطيع قتل دراكولا.
«الكونت» (بالأبيض والأسود) ليس سرداً إضافيّاً لحكاية دراكولا، لكنه يستعين بها لوصف شخصيّة الدكتاتور التشيلي أوغوستو بينوشيه (قام بتمثيله خايمي ڤادل)، من خلاله يصف الوضع السياسي والمجتمعي حين كان ضابطاً في الجيش الفرنسي أيام ثورة 1789.
الغاية الأولى وصف أمثاله من الدكتاتوريين الذين ينتقلون من بلد لآخر وعبر أزمنة مختلفة، ممارسين الحكم بالعنف والبطش وامتصاص دماء الناس والفساد والإثراء غير المشروع.
المخرج بابلو لاران
بالنسبة للمخرج بابلو لاران، بينوشيه هو نموذج وما نراه هو رمز لأمثاله، مُعالجاً هنا عبر حكاية رجل لا يستطيع أن يموت وزوجته لوسيا (غلوريا مونماير) التي تريد أن يحوّلها إلى مصّاصة دماء لتعيش أبديّاً وأولاده الساعين لوراثته منتظرين موته.
الأخت كارمن (بولا لوشسينجر) راهبة ومن أجلها يعدل بينوشيه عن الموت ويعود إلى عادته في مصّ الدّماء، لكن كارمن تقرّر أن تنقلب إلى دراكولا أنثى حبّاً في حياة أبديّة أيضاً.
الدكانة، جزء أساسي من الفيلم، التصوير بالأبيض والأسود (لإدوارد لاشمان) مناسب للغاية لكي يعكس المعنى المواكب لبيئة شخصيّاته، فيلم غريب التكوين من حيث الفكرة، كما من حيث اختيارات المخرج من الأحداث ومزجها بالتاريخ.
يسرد حكاية بينوشيه جاعلاً منه نموذجاً لآخرين، في الوقت الذي يتحدّث فيه عن أسطورة دراكولا. بعض التكرار في منتصفه، لكنه يبدأ وينتهي بما يشبه ناقوس الخطر، الدكتاتوريّة هي دراكولا ودراكولا هو الدكتاتوريّة بمفهوم سياسي مباشر.
