24 يوليو 2024

فيلم A QUIET PLACE- DAY ONE.. تشويق وأثر إنساني عميق

ناقد ومؤرخ سينمائي

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

فيلم A QUIET PLACE- DAY ONE.. تشويق وأثر إنساني عميق

الوحوش الآتية من الفضاء في السينما تتنوّع في الأشكال كثيراً، هي في بعض تلك الأفلام آلات ميكانيكيّة، في بعضها الآخر مخلوقات حيّة ذات رؤوس غريبة، هنا هي مثل حشرات كبيرة الحجم تنقضّ على الناس إذا ما صدر صوتاً منهم، الفيلم بدوره ينقضّ علينا جيّداً.

فيلم A QUIET PLACE- DAY ONE.. تشويق وأثر إنساني عميق

وحوش مسلسل «مكان هادئ» الذي بدأ قبل سنوات قريبة مع جون كوزنسكي، نشاهد الآن جزءاً ثالثاً من إخراج مايكل سارنوسكي، مخلوقات سوداء يقترب شكل كلٌّ منها من العناكب إنما بأرجل أقل، جاءت من الفضاء وسيطرت على المدن، تصطاد البشر حال تسمع صوتاً صادراً منهم، تنقضّ على الناس كما الصاعقة، لا نرى ما يحدث لهم لكننا نستقبل الصدمة جيداً.

سميرا (لوبيتا نيونغو) امرأة شابّة مصابة بالسرطان وليس لديها سنوات كثيرة أمامها، لديها قط جميل اسمه فريدو تحمله معها أينما ذهبت، في الواقع هناك بطلان فعليّان في النصف الأول من الفيلم، هما: سميرا وفريدو، كل منهما يلتصق بالآخر مثل الغراء، كلاهما صامت قدر المستطاع. لاحقاً ما ينضم إليهما رجل يسعى، مثلهما، للبقاء حيّاً.

فيلم A QUIET PLACE- DAY ONE.. تشويق وأثر إنساني عميق

تعيش سميرا كابوس الموت القريب حتى من قبل هجوم تلك الوحوش، هناك مشهد جيّد لمئات الناس يمشون صامتين في أحد شوارع مانهاتن قبل أن يصدر من أحدهم صوت كان كافيّاً لانقضاض الوحوش على الجميع، الذين تخلّوا عن الصمت وأخذوا يصرخون ذعراً ويحاولون الهرب في كل اتجاه.

سميرا تزحف تحت سيارة مع قطّها ثم تهرب، ينضم إليها بعد حين شاب أبيض (جوزف كوِن) يرفض أن يدعها وحيدة، لاحقاً سيحتاج كل منهما للآخر في مواجهة نهاية تشي بأن القصّة، التي بدأت بفيلم جون كراسنسكي «مكان هادئ» في العام 2018، ستستمر إذا ما قيض لهذا الجزء الثالث والجديد النجاح.

فيلم A QUIET PLACE- DAY ONE.. تشويق وأثر إنساني عميق

هو السعي للحياة رغم كل شيء، سميرا المصابة بالمرض ليست في وارد الاستسلام، لكنها في الوقت ذاته ليست شخصية كرتونيّة تصلح لأن تكون بطلة إحدى مسلسلات الكوميكس، هي خائفة وحذرة وتخشى على فريدو، الذي لا يموء كما لو أنه يدرك ما يدور ويتجاوب معه، أو ربما قرأ السيناريو ويعرف ما هو مطلوب منه.

فيلم A QUIET PLACE- DAY ONE.. تشويق وأثر إنساني عميق

تلك الوحوش العمياء قد تكون زومبي في فيلم آخر، لكن المشكلة، إذا ما رغبنا بالتدقيق، هي أن الانقضاض فوراً على الضحيّة حال سماعها صوتها لا يكفي لتحديد حجم الضحيّة أو لتجنُّب جداراً فاصلاً لكن الفيلم.

رغم هذه التفصيلة، يعمل جيّداً كتشويق وبطلته تترك أثراً إنسانيّاً عميقاً، لا تجاوره شخصيّات مماثلة في معظم أفلام التشويق القائم على الرعب.

 

مقالات ذات صلة