إلينا حبّة
فتحنا أعيننا دهشة، قبل سنوات قلائل، حين اختار النجم جورج كلوني الاقتران بامرأة عربية من خارج مجاله، ما الذي جمع الممثل الأمريكي المشهور بالمحامية اللبنانية الأصل أمل علم الدين؟ وها نحن اليوم.
نفتح الأعين ثانية دهشة واستغراباً، ونحن نرى صور إلينا حبّة، المرأة العراقية الأصل التي اشتهرت فجأة باعتبارها محامية دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي لرئاسة جديدة.
المحاميتان تشعّان جمالاً وشباباً وثراء، قرأنا كثيراً عن أمل المولودة في بيروت واطلعنا على سيرتها وعلى الشهادات التي نالتها ومكاتب المحاماة المرموقة التي عملت فيها، تركت لبنان وانتقلت إلى بريطانيا.
ثم تابعنا صور عرسها الفخم فوق مياه فينيسيا وولادة طفليها، عرفنا أنها تميل للدفاع عن قضايا سياسية وإنسانية صعبة، تجلب لها المتاعب، ومع هذا فإنها تبدو في الصور بكامل أناقتها ورشاقتها، لا تقل بريقاً عن نجمات هوليوود.
لم أكن قد سمعت بمسز كلوني قبل ارتباطها بالنجم الوسيم، لكنني بحكم المهنة عرفت اسم والدتها الصحافية السيدة بارعة مكناس، هكذا كانت توقع مقالاتها المنشورة في المجلات التي تصل إلينا من بيروت.
وقد تزوجت زميلتنا من رجل أعمال معروف وأنجبا أمل، ولولا اهتمامهما بتوفير التعليم الأرقى للابنة؛ لما تفوقت كمحامية ناشطة في بريطانيا، وهذا لا يعني أن المدرسة والجامعة تصنعان المتفوقين، كم من ثريّ أنفق الكثير على تعليم بناته وأبنائه وكانت النتيجة هزيلة.
هذا عن أمل، أما إلينا فإنني أعرف أسرتها بحكم الجيرة في بغداد، جدّها فؤاد حبّة من وجهاء المجتمع وكانت عمتّها الجميلة سوسن رفيقة دراستي وبنت دفعتي، قبل أن نفترق في الجامعة، هاجر والدا إلينا إلى الولايات المتحدة وهناك ولدت ابنتهما في نيو جيرسي، عمل والدها طبيباً جراحاً ماهراً وفّر لأبنائه التعليم الأفضل.
ولولا اجتهادها في الدراسة والعمل لما بلغت مكانتها كمحامية بارزة لترامب، الرئيس الذي يحتاج فيلقاً شرساً يدافع عن قضاياه.
تبدو إلينا حبّة اليوم في الصف الأول من كاسر الأمواج المحيط بالمرشح الجمهوري، إنها مستشارته التي تدين له بالفضل في دعم مسيرتها المهنية، تقول إنها تريد أن تلهم الشابات الأخريات ذوات الأحلام الكبيرة.
لست أميل للتوصيفات الدينية والطائفية أو المذهبية، لكنني ألاحظ أن أمل الدرزية تزوجت كلوني المسيحي، وأن إلينا المسيحية الكاثوليكية اقترنت بزوج يهودي.
هذه حرية لا تتاح، في العموم، لـ«الشابات الأخريات ذوات الأحلام الكبيرة»، وبالتحديد لا تتاح للمرأة المسلمة، كما قد لا تتاح لمن يرى النور في كنف أسرة محدودة الموارد، نقطة على السطر، انتهى الكلام.