30 يوليو 2024

اكتشاف مدهش في عالم الحيوان.. الفيَلة تنادي بعضها البعض بالأسماء

أستاذة وباحثة جامعية

اكتشاف مدهش في عالم الحيوان.. الفيَلة تنادي بعضها البعض بالأسماء

مرغريت، فريدا، روثكو.. ، تلك هي أسماء بعض الفيلة التي يدرسها مايكل باردو وزملاؤه من جامعة كولورادو بالولايات المتحدة، الباحثون بالطبع هم من أطلقوا هذه الأسماء على الفيلة، لأننا نعلم أن الفيلة لا تتبادل الأسماء بينها، أليس كذلك؟

كلا، هذا بالتحديد هو الاكتشاف المدهش الذي حققه هؤلاء الباحثون، فقد جمعوا مئات الهمهمات، وهي أصوات ذات تردد منخفض، أصدرتها الفيلة عند تواصلها بين بعضها البعض، وبيَّنوا أن السمات الصوتية لهذه الهمهمات تسمح بمعرفة إلى أي من الفيلة يتم توجيهها.

وبحسب دارسي السلوك الحيواني، تحتوي بالتالي هذه الأصوات على إشارة تسمح بتحديد هوية كل فرد من القطيع، وهي إشارة ينبغي تحديد شكلها الدقيق.

الأفضل من هذا، حينما بثَّ مايكل باردو وزملاؤه نحو الفيلة همهمات يفترض أنها تحتوي على «أسمائها»، اقتربت من مكبِّر الصوت إلى مسافة أقرب بكثير من المسافة التي تقترب بها من المكبِّر حين تسمع أصوات فيلة أخرى غير موجهة إليها بالتحديد.

إن استخدام هذه الإشارات الصوتية للتعرُّف على هويّة فرد يفترض أن الفيلة تمتلك شكلاً من الفكر الرمزي، وهذا أول اكتشاف من نوعه في عالم الحيوان، فإذا كانت الدلافين وبعض الببغاوات تتنادى كذلك في ما بينها من خلال محاكاة التوقيع الصوتي لزملائها.

هذا لأن كل حيوان لديه صرخته الخاصة به، فهي لا تتنادي بواسطة أسماء اعتباطية لا علاقة لها مع سمة معينة تميز الفرد المعني بها.

وبحسب باردو، تختلف أسماء الفيلة كذلك عن صرخات التحذير التي تطلقها بعض القرود بوجود حيوان مفترس، لأن هذه الصرخات تبدو فطرية إلى حد بعيد وتتصل برد فعل غريزي أكثر من اتصالها بعملية التعامل مع الرموز.

ويقول باردو «تختلف الأسماء عن تلك الصرخات لأنه يجب تعلُّمها، ويصعب تخيُّل ولادة فرد يعرف جميع أسماء شركائه الاجتماعيين وقد تمت برمجتها مسبقًا في دماغه؛ لذا تبدو هذه الأسماء مفيدة في مجال استكشاف تطوّر التواصل الدلالي، أي الرمزي».

قدرة الفيلة هذه على «لصق بطاقات» على ما يحيط بها بواسطة صوت اعتباطي، هل تمتد إلى كيانات أخرى كالأماكن والأطعمة أو الحيوانات المفترسة؟ يدرس الباحثون الأمر، ومن يعلم، ربما كانت الفيلة تتبادل أحاديث طويلة في ما بينها في الأدغال حول نقطة الماء التالية التي ينبغي التوجه نحوها...