أميرة محمد: المرأة الإماراتية شريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار
أميرة محمد نجمة غلاف كل الأسرة لشهر أغسطس
أميرة محمد.. اسم لامع في سماء الإعلام الإماراتي، سطع نجمها مبكّراً، وحفرت لنفسها مكانة مرموقة بين نجوم الشاشة، بدأت رحلتها مع الكاميرا وهي طالبة جامعيّة، وسرعان ما أثبتت موهبتها وقدراتها، لتتحوّل إلى واحدة من أبرز الوجوه الإعلاميّة في الوطن العربي.
في هذا الحوار الذي أجرته الزميلة هويدا عثمان، نستضيف الإعلامية أميرة محمد، لنستكشف معها عالم الإعلام من الداخل، ونعرف المزيد عن تجربتها الملهمة، كصحفية ومقدمة برامج في تلفزيون أبوظبي، منها برامج عن الفضاء، إذ قدمت أكثر من 70حلقة في مجالات الفضاء وابتكاراته المختلفة، كما قدمت برنامج عن الذكاء الاصطناعي تناولت حلقاته تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مختلفة في الإمارات، إضافة إلى تغطيات وطنية لأحداث كبرى مثل، افتتاح إكسبو 2020، وافتتاح متحف المستقبل.
أردنا في البداية أن نتعرف عن بداية مسيرة أميرة محمد في الإعلام، فأجابت «كموهبة، بدأت في الصف الأول الابتدائي حيث كنت أقدّم الإذاعة المدرسيّة، بكل ثقة وشغف، وكنت محبّة للشعر وإلقائه، والكتابة والتعبير.
تخصّصت في الصحافة بالجامعة الأمريكيّة في دبي، وبدأت بالعمل في التقديم التلفزيوني منذ عام 2013، وأنا طالبة جامعيّة، وتدربت على التحرير الإخباري في سكاي نيوز عربيّة أثناء دراستي أيضاً، وبعد تخرّجي التحقت بتلفزيون أبوظبي منذ عام 2015».
وتصف تجربتها في تقديم البرامج الحواريّة بالـ«ممتعة، عميقة، وثريّة، ففي كل حوار هناك الكثير مما اكتسبه وأتعلّمه، عن نفسي، وعن ضيفي، وخبرته في مجاله، كل حوار بالنسبة لي هو فرصة للمعرفة والتطوير».
تشرّفت فعلاً بأن أقدّم التغطيّة المباشرة على الهواء على مدى أيام لمهمّة إطلاق مسبار الأمل
تشير أميرة محمد إلى أن هناك العديد من التجارب والبرنامج التي تركت أثراً عميقاً فيها كمذيعة، ولكنها تعتبر واحداً منها هو الأبرز «لدي العديد من التجارب، وأبرزها التغطية الإعلاميّة الوطنيّة لمسبار الأمل، فقد تشرّفت فعلاً بأن أقدّم التغطيّة المباشرة على الهواء على مدى أيام لمهمّة إطلاق مسبار الأمل، المهمة الإماراتية العربية الأولى للمريخ، كنت مليئة بالفخر بوطننا الإمارات وإنجازاته، وكنت أحاول بجهد أن أوصّل من خلال الشاشات مشاعر كلّ إماراتيّ وعربيّ بهذا الإنجاز وأن نبيّن أهميّته على كافة الأصعدة.
وقمت بمهمة عمل، كانت بالتعاون بين أبوظبي للإعلام والسفارة الأمريكية في الإمارات، زرنا خلالها 5 مراكز رئيسية لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بالإضافة إلى إعدادي وتقديمي لبرنامج عن الأمن الغذائي، وقدمت برنامج حواري (وعد الخمسين) نناقش فيه مع صناع القرار في دولة الإمارات خططهم المستقبلية للخمسين عاماً القادمة».
ثم استطلعنا رأيها عن مستقبل الإعلام في الإمارات، فأشارت «مستقبل مشرق، فدولتنا طموحة، رؤيتها بعيدة المدى في شتى المجالات، والإعلام هو جزء لا يتجزأ من هذه الرؤية». كما أكدت أميرة محمد أنها تتعامل مع الأخبار السلبيّة في البرامج باتزان ومهنيّة، مضيفة «وأحاول أن أقدّم الجانب المشرق، وكيفيّة خلق الفرص من وراء أي تحدّ».
وانتقلنا للحديث عن رسالة الإعلام بشكل عام، حيث ترى أميرة محمد أن دور الإعلام في تعزيز القيم العربيّة «مهمّ جدّاً ، نحن نعيش الآن في عالم منفتح لا حدود له، فعلينا التأكيد على هويّتنا الوطنيّة ومبادئنا، وغرس التمسّك بها في أجيال المستقبل». أما عن مسؤوليّة الإعلام تجاه المجتمع، فأشارت «الإعلام رسالة، ولابد أن تكون هادفة، وتؤثّر إيجابيّا في مجتمعاتنا، محفّزة للعقول للإنجاز والتطوّر، فمن مسؤولياتنا أن نزرع في نفوس المجتمع وأبنائه عاداتنا وهويّتنا، ونحافظ عليها في تطوّرنا المستمرّ، فهي جذورنا وما يميّزنا، وأن نحفّز العقول على الإنجاز والابتكار بما يواكب طموحات وطننا الغالي نحو مستقبل نطمح فيه للمراتب الأولى»
إنجازات أميرة محمد في مجال الإعلام كثيرة ومتعددة، ولكننا أردنا أن نعرف منها شخصياً نبذة عما حققته لحد الآن، فقالت «قدّمت العديد من البرامج التلفزيونيّة والتي سلّطت الضوء على مجالات هامّة في دولة الإمارات مثل: الفضاء، الذكاء الاصطناعي، الأمن الغذائي، التغيّر المناخي والبيئة، التسامح، وغيرها الكثير، رسالتي الأساسيّة من خلال الإعلام هي أن أسلّط الضوء على أبرز وأهم إنجازات الوطن في كافة قطاعاته، وأن تكون المواد التي أقدّمها إيجابيّة وتحفيزيّة للشباب حتى يشاركوا في بناء مستقبل هذا الوطن، متمسكين بهويّتهم الوطنيّة، كما أجريت العديد من الحوارات مع شخصيات بارزة إماراتيّة، عربيّة، ومن حول العالم، في مختلف المجالات».
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي محوراً مهماً في عالمنا اليوم، وتشير أميرة محمد إلى أن تأثير هذه الوسائل على الإعلام التقليدي طبيعي وأساسي «أراها تطوّراً طبيعيّاً وممتدّاً من وسائل الإعلام التقليدي، فعلى مرّ التاريخ تمرّ الوسائل الإعلاميّة بتطوّرات مستمرّة، وعلى المجتمعات النظر لذلك على أنه أمر طبيعي، فوسائل الاتصال تتطوّر مع تطوّر الإنسان، والـ«سوشيال ميديا» بلا شكّ هي أداة للتأثير في الجمهور، واستخدامها جنباً إلى جنب مع الوسائل التقليديّة هو أمر مهمّ وأساسيّ».
إنجازات ونجاحات المرأة الإماراتية يشار إليها بالبنان في جميع أنحاء العالم، وأشارت أميرة محمد أنها من خلال عملها وبرامجها ساهمت إعلاميا في تمكين المرأة الإماراتيّة «المرأة الإماراتيّة تحقّق مكانتها من إنجازاتها وسعيها، و من خلال برامجي أسلّط الضوء على نماذج إيجابيّة من النساء الإماراتيّات اللواتي حقّقن نجاحات متميّزة في مختلف المجالات، لتشجيع الكثير من الشابات على السعي لتحقيق أحلامهنّ والتمسك بطموحاتهنّ.
فمن خلال برنامج «موجات»، نبرز أهميّة دور المرأة كأمّ في المجتمع، فهو دورها الأساسيّ مهما نجحت وتنوّعت في أدوارها، فالإنجاز الأكبر هو بناء جيل قادر على بناء مستقبل بلاده.
و"موجات" عبارة عن بودكاست، نتحدث فيه عن مواضيع تهم المجتمع في ظل التطورات السريعة التي نعيشها، نتطرق فيه لمواضيع عن الأسرة والزواج والصحة النفسية والجسدية والهوية الوطنية وغيرها من المواضيع. وتصل مشاهداته للملايين عبر منصات التواصل الاجتماعي».
أما عن التحدّيّات التي واجهتها كإعلاميّة إماراتيّة، أوضحت «التحدّيّات تتمحور في البداية في أن يثبت الإنسان نفسه وقدراته ومواهبه، ويصقلها في مجال يتطلّب الكثير من العمل الجاد، وأرى أن التغلب على هذه التحديات يأتي من خلال التفاني في العمل والتعلّم المستمرّ واكتساب الخبرات وعدم التوقف عند سقف معيّن، وفي المقابل كنت أتلقّى الدعم من عائلتي، ومن شبكة أبوظبي للإعلام وفرق العمل التي هي جزء لا يتجزأ من أي نجاح أحقّقه».
ولمناسبة الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية، وجهت أميرة هذه الرسالة إلى كل إماراتية «أن تؤمن بقدراتها وتسعى لتحقيق أحلامها، فالقيادة الرشيدة لدولة الإمارات دائماً ما تسعى لدعمها وإبراز قدراتها وإنجازاتها، محليّاً وعالميّاً، كما أن نجاحنا كمجتمع يعتمد على إسهامات كل فرد، والمرأة الإماراتية تلعب دوراً حيويّاً في بناء مستقبل مشرق للأجيال المستقبليّة».
كما وجهت عدد من النصائح للفتيات الرّاغبات في دخول مجال الإعلام، قائلة «أن يتحلين بالإصرار والعزيمة، وأن يسعين دائماً لاكتساب المهارات والخبرات اللازمة لصقل مواهبهن، من خلال التعلّم المستمر وإثراء ثقافتهن بالقراءة والاطلاع، وأن يضعن وطننا (الإمارات) في المقدّمة دائماً، وإبراز إنجازاته بأفضل الطرق، فهو يستحقّ منّا ذلك».
المرأة الإماراتيّة جزء لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي في الإمارات، والدليل إنجازاتها الكبيرة على المستويات المحليّة والدوليّة
وترى أميرة محمد أن دور المرأة الإماراتيّة في المجتمع أساسياً ومحورياً، وجاء ذلك من خلال التغييرات التي شهدتها المرأة الإماراتية على مرّ السنين «المرأة الإماراتيّة تلعب دوراً رئيسيّاً ومحوريّاً في المجتمع، وتساهم في مختلف المجالات بدءاً من التربيّة والتعليم وحتى الأعمال والقيادة، هي شريك أساسي في تحقيق التنميّة المستدامة والازدهار. ودورنا في الإعلام إبراز الصورة الصحيحة عن المرأة وتعزيز مكانتها، من خلال تسليط الضوء على قصص النجاح والنماذج الإيجابيّة.. إذ شهدت المرأة الإماراتيّة تطوّرات كبيرة في مجالات التعليم والعمل والمشاركة في صناعة القرار في كافة المجالات، فهي جزء لا يتجزأ من النسيج الاقتصادي والاجتماعي في الإمارات، وأكبر دليل على ذلك إنجازاتها الكبيرة على المستويات المحليّة والدوليّة».
وأبرزت الإعلامية أميرة محمد التحدّيّات التي تواجهها المرأة الإماراتيّة في الوقت الحالي، وكيف يمكن تعزيز دور المرأة في مختلف المجالات «إذا تحدثنا عن المرأة الإماراتيّة فأرى أن القيادة الرشيدة توفّر لها الدعم في كافة المجالات؛ لجعلها في المقدّمة. ولكنّني أعتقد أن أبرز التحدّيّات للمرأة بشكل عام هي الموازنة والتوفيق بين الحياة العمليّة والأسريّة، فنجاح المرأة في دورها كأمّ لا يقلّ أهميّة عن نجاحها في تحقيق طموحاتها، والجانبان بحاجة للوقت والاهتمام، وهو تحدّي حقيقي فعلاً. أما عن تعزيز دورها، فمن خلال توفير بيئات عمل داعمة، وتقديم برامج تدريبيّة وتطويريّة، بالإضافة إلى تعزيز الوعيّ بأهميّة مشاركة المرأة في جميع المجالات».
كما تأمل أن تواصل المرأة الإماراتية مسيرتها نحو مزيد من الإنجازات وأن تكون نموذجاً عالمياً لكل نجاح «آمل أن تستمرّ المرأة الإماراتية في تحقيق المزيد من النجاحات ورفع اسم وطننا في كافة المجالات والمحافل المحليّة والعالميّة، وأن تكون دائماً نموذجاً يُحتذى عالميّاً». وترى أميرة أن للمرأة الإماراتية مستقبلاً مبهراً في الإعلام «أرى مستقبلاً واعداً للمرأة الإماراتية في مجال الإعلام والمجالات كافة حقيقة، فالدعم موجود ولا محدود، وستحظى المرأة بمزيد من الفرص للتأثير والإلهام من خلال وسائل الإعلام المختلفة».
وتطرقت هنا إلى مواصفات المذيع الناجح ، وما يجب أن يتمتع به «الهدوء، السيطرة على المشاعر، العمل تحت الضغط، وسرعة البديهة، الثقافة والمعرفة الواسعة والاطلاع، أسلوب الطرح السلس والشيّق، التواصل الفعّال، والثقة بالنفس».
وفي إطار حديثنا عن المرأة الإماراتية، وجهت الإعلامية أميرة محمد رسالة إلى قادة الإمارات بشأن تمكين المرأة، قال فيها «أود أن أشكر القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، القائد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، على دعمه المستمرّ لنا، وتشجيعنا دائماً بكل السبل لتمكين المرأة وإبرازها وتسليط الضوء على إنجازاتها، وصاحب السمو رئيس الدولة ذو رؤية ملهمة بعيدة المدى، ودائماً ما يسبق الجميع بمبادراته ودعمه.. وأرى أنّنا محظوظون بهم وبدعمهم فالإمارات وقادتها نموذج عالمي ملهم في دعم المرأة وتمكينها، وفي المقابل أحثّ المرأة الإماراتيّة على البذل والعطاء لهذا الوطن الغالي».
وترى أميرة أن بناء جيل من الفتيات الإماراتيّات القويّات والمستقّلات جاء وفق عدد من الأسس التي خلقت ظروف النجاح، وشرحت ذلك بالقول «من خلال التربيّة التي تُبنى أسسها على الهويّة الوطنيّة والعادات والتقاليد، وديننا الحنيف، ومن ثمّ بكل تأكيد توفير تعليم عالي الجودة، وتعزيز الثقة بالنفس، وتقديم الدعم اللازم لتحقيق الطموحات، وتشجيعهن على المشاركة في مختلف المجالات واكتساب المهارات التي تؤهّلهن للقيادة».
وهنا أردنا أن نعرف من المرأة الإماراتية التي تُلهم أميرة محمد، فأجابت «تلهمني كل امرأة تسعى لتحقيق أحلامها وتعمل بجدّ لتجاوز التحدّيّات، هناك العديد من النساء الرائدات في الإمارات اللواتي أحدثن فرقاً كبيراً في مجالاتهن، وأستلهم من قصص نجاحهن وعزيمتهن».
وفي نهاية حوارنا مع الإعلامية أميرة محمد ، أفصحت لنا عن هواياتها وكتابها المفضل، «أحبّ القراءة والكتابة، الرياضة بأنواعها المختلفة، مثل ركوب الدراجات الهوائية، ركوب الخيل، الملاكمة، وأحرص بشكل يوميّ على ممارسة تمارين القوى، ومن هواياتي المفضلة أيضاً هي السفر، والاستكشاف، والتعرّف على حضارات وشعوب مختلفة، كما أحبّ المشي في الأماكن الطبيعيّة، فهو باعث الأفكار الخلاّقة. أما عن كتابي المفضل، ففي كل مجال عندي كتب مفضّلة، لكن عموماً أحبّ كتب تطوير الذات، وأقرأ في مجالات متعدّدة أيضاً، مثل الاتصال، الإدارة، التاريخ، الاستثمار، والتكنولوجيا، والتربيّة، وغيرها».
* تصوير: نافع العامري