01 أغسطس 2024

محمد رُضا يكتب: أفلام لا معنى لها

ناقد ومؤرخ سينمائي، وُلد وترعرع في بيروت، لبنان ثم هاجر إلى الغرب حيث ما زال يعيش إلى الآن معتبراً السينما فضاء واسعاً للشغف

محمد رُضا يكتب: أفلام لا معنى لها

الفيلم الفائز بذهبية مهرجان «مرسيليا إنترناشنال فيلم فستيڤال» الذي انتهت دورة في اليوم الأخير من الشهر الماضي عنوانه Bluish. شاهدته وحاولت جهدي أن أقدّره، لكن تقدير الجهد شيء والإعجاب به شيء آخر والحائل أنني لم أفهم سبباً وجيهاً له.

لكن ما أكّده هذا الفيلم لي هو ما سبق وذكرته سابقاً، من أن للجان التحكيم آراء تختلف عن تلك التي يتبناها النقاد عادة. علماً بأن ما يتبنّاه النقاد عادة ما يكون مناوئاً لرأي الجمهور السائد.

بفوزه تأكد لنا أن هناك ثلاث وجهات نظر في عالم الجوائز: واحدة للجنة تحكيم باتت تتكون (بعد رحيل العمالقة) من أسماء نصفها مجهول، وجمهور لا يرضى بديلاً عما اعتاد عليه من أفلام تشبع حواسه وليس عقله، ثم نقّاد قد يلتقون حيناً مع اختيارات لجان التحكيم وحيناً مع ما يقبل عليه الجمهور لكن غالباً ما يختلفون مع كليهما.

الناقد الجيّد لا يهدف للتميّز باسم التميّز وطلباً للشهرة، بل يتميّز ويختلف تلقائياً، بسبب سعة علمه وفهمه وحسن وتواضع لغة تواصله مع الجميع.

من هو على حق؟ لجان تحكيم (أو مقترعون كما الحال في المناسبات السنوية كالأوسكار) تترك أفلاماً أفضل وتمنح الجوائز الأولى لما تراه هي، أو جمهور يهدف للترفيه غالباً، أو نقاد يرون (أو يدّعون للتخفيف) بأنهم يرون ما لا يراه سواهم؟

يذكرني هذا كله بمخرج عربي فاز ذات مرّة بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان عربي.. فوجيء ونظر إليّ وقال: (لكني صوّرت هذا الفيلم من دون سيناريو مكتوب)!!