هل أنت شخص جذّاب صاحب كاريزما ولك حضور مميز؟ وهل هي صفات تؤكد حب الآخرين لك؟
تساؤلات تثير شكوك البعض حول من يحمل هذا اللقب، وهل هو بالفعل شخص محبوب أم يمكن أم يكون مكروهاً، إلا أن ذلك لا يسقط عنه صفة الكاريزما.
نلتقي سلاف إمام، استشاري وكوتش معتمد في تطوير المهارات القيادية، لتضع النقاط فوق الحروف، حيث تشير إلى أن «الكاريزما مصطلح يعبر عن القدرة على جذب اهتمام الآخرين والتأثير فيهم، فصاحب هذه الصفة لديه القدرة على قيادة مجموعة سواء في بيئة العمل أو في محيط الأصدقاء أو غيرها..
فالكاريزما مجموعة من العوامل مجتمعة متمثلة في قوة الشخصية، الثقة العالية بالنفس، الحضور، صاحب التأثير، من له متابعون ومعجبون ومؤيدون، ولا يشترط أن يكون صاحبها ذا سلطة، ولكن له رسالة يؤديها بطريقة تجذب اهتمام الآخرين».
وعن مدى ارتباط الكاريزما بمصطلحات أخرى متداولة اعتادت آذاننا على سماعها، تقول «مصطلح الكاريزما له معاني كثيرة مشابهة اعتدنا تداولها فيما بيننا منذ قديم الأزل، بل وتوارثتها الأجيال على مر العصور..
فالشخص الجذاب، وصاحب الهيبة، وذو الحضور المميز أو القوي، كلها صفات لمصطلح الكاريزما، والذي يرتبط بفطرة ما وفي بعض الأحيان يأتي بالتدريب».
يتبادر إلى الذهن تساؤل، هل تلك الصفة مرتبطة بأمور فطرية أم يمكن أن يكتسبها الإنسان خلال مشوار حياته؟
تجيب سلاف إمام «هناك أشخاص حباهم الله تعالى ببعض الصفات مثل الثقة بالنفس، التعاطف، التواضع، القبول، المصداقية، القدرة على التواصل الفعّال، التحلي بالذكاء العاطفي والاجتماعي وغيرها وعملوا على إبرازها كنقطة قوة، فهي هذا السحر الملفت الذي يسرق الأضواء واهتمام الآخرين..
وبلا شك يمكن العمل على تقويتها مع أخصائيين بالتدريب ورفع الوعي الذاتي وزيادة الثقة بالنفس، بجانب تعلم بعض المهارات مثل كيفية التأثير على الآخرين والتواصل الفعال والقدرة على الخطابة، وغيرها».
دائماً ما يعزز الوالدان من تثبيت أركان بعض الصفات الحميدة في أبنائهما، وهو ما ينسحب على صفة الكاريزما «من الممكن أن يكتسب الشخص منذ الطفولة صفة الكاريزما..
وتكون لديه كموهبة أو يعمل الوالدان على إظهارها وتعزيزها، من خلال الدعم والتمكين وتنمية المهارات مثل: التمثيل، الشعر، المشاركة في الكشافة، الرياضة، مهارة الإلقاء وغيرها، وذلك إذا كان لدى الوالدين أو أحدهما الوعي الكافي بأهمية ذلك، وعلى النقيض يفعل الوالدان أصحاب الوعي المتدني».
يمكن أن يتفادى صاحب الشخصية الكاريزمية كره الناس له.
يقودنا الحديث إلى نقطة مهمة، وهي مدى ارتباط تلك الصفة بأن يكون الشخص محبوباً «لنكن متفقين أن الوجه هو الواجهة المؤثرة التي تنقل المشاعر والانفعالات، وكذلك الصوت وأسلوب السرد ينقل الرسائل، ولكن هذا لا يعني أن لغة الجسد ليس لها تأثير..
فإلانسان مخلوق رهيب يمكن أن يكون مؤثرًا حتى لو كان مشلولاً أو على كرسي متحرك أو لديه تحديات خلقية، فالمحرك الأساسي هو ما وراء الوجه والجسم، أي طاقة الشخص نفسه، دافعه، رسالته في الحياة، قيمه وما يؤمن به، كل ذلك ليس له علاقة بحب أو كره الآخرين لصاحب الكاريزما..
فهناك بعض الشخصيات التاريخيّة التي كان لديها كاريزما وفي نفس الوقت كان لها تأثير مدمر على من حولها.
ومع ذلك يمكن أن يتفادى صاحب الشخصية الكاريزمية كره أو بغض الناس له، وذلك بإدراك حقيقة مهمة وهي أن إرضاء ومحبة جميع المحيطين أمر مستحيل، ولكن المهم أن يكون الإنسان صاحب الرسالة واضح النيّة مجتهداً وصادقاً، يعمل ما عليه فعله..
ويتوجب عليه أيضاً أن يكون حكيماً ويترك الأمور الأخرى التي ليس لديه عليها سيطرة مثل الشهرة، وحب الناس، والقدرة على إقناعهم، وغيرها».