تنوي شركة وورنر إطلاقاً جديداً لفيلم The Shining (اللمعان) تحيّة لبطلته شيلي دوفال التي رحلت مؤخراً عن 57 سنة، تتراءى لمن يذكرها في هذا الفيلم وهي تدافع عن حياتها أمام جاك نيكولسن الذي فقد عقله وهو يحطم الباب بفأس ثم يطاردها وابنهما فوق الثلوج في مشهد نهائي لا يُنسى بدوره.
نقل الحكاية المخرج كوبريك بتصرّف كبير عن رواية للمؤلف ستيفن كينغ سنة 1980 وقام ببطولته اثنان من نجوم الفترة هما جاك نيكولسن وشيلي دوفال حين كانا بأوج نجاحهما الفني.
في ذلك الفيلم نتابعها وهي تكتشف أن زوجها، الذي كنا رأيناه، يطبع على الآلة الكاتبة ما يفترض بأن يكون روايته الجديدة، تتفاجأ بمئات الصفحات التي تحمل عبارة واحدة (هي مثال إنكليزي قديم): All work and no play makes Jack a dull boy «العمل دائما دون لعب يجعل جاك صبيّاً ممّلاً».
تُصاب بهلع، تحمل عصا غليظة وتصعد سلالم المكان بحذر، لقد أدركت أن زوجها أصيب بالجنون ويشكّل خطراً على حياتها.
الصرخة التي أطلقتها شيلي لا زالت تتردّد إلى اليوم، الأداء الصارم الذي يعكس منتهى الخوف ممتزجاً بأمل باهت في النجاة يسيطران على المشهد، نموذج نادر في كيف يمكن لممثلة أن تخاف وتُخيف. عذّبها كوبريك بطلباته..
أعاد التصوير عشرات المرّات ولم يكن ودوداً، كان قاسيّاً وكانت موهوبة وصورتها من ذلك الفيلم طغت على صورها الأخرى في أفلام عديدة.
أفلام أُخرى للموهبة شيلي دوفال
لكنّ «اللمعان» ليس الفيلم الوحيد الذي أثار انتباه النقّاد والجمهور لموهبة شيلي المولودة في السابع من يوليو 1949، هناك سبعة أفلام قامت بالتمثيل فيها تحت إدارة روبرت ألتمن، الذي احتل مكانة مهمّة في السينما ولو أن شهرته في عالم العرب لم تتجاوز تلك التي حققها كوبريك.
اكتشفها ألتمن سنة 1969 وأسند إليها دوراً متقدّماً في فيلمه «بروستر مكلاود» (Brewster McCloud) الذي خرج للعروض سنة 1970 ثم استعان بها في «ماكاب ومسز ميلر» (1972) و«لصوص مثلنا» (1974) ولمعت خصوصاً في «ناشڤيل»، الذي حققه في العام 1975..
في العام التالي قدّمها مجدّداً في «بافالو بل والهنود» وقبل «اللمعان» بثلاث سنوات قادت بطولة فيلمه «ثلاث نساء» سيسي سبايسك وجانيس رول، آخر فيلم لها مع ألتمن كان «بوباي» لاعبة شخصيّة أوليڤ أويل الكرتونيّة.
ظهرت في فيلم وودي ألن في «آني هول» (1977) وفي «عصابات الزمن» لتيري جيليام (1981) ثم «روكسان» لفرد شيبيسي (1987) و«بورتريه لسيدة» لجين كامبيون (1996).
هؤلاء المخرجون هم الأهم في دائرة حياتها الفنية، أما هي فقد واصلت العمل حتى العام الماضي، عندما ظهرت في فيلم رعب مر بلا انتباه أحد عنوانه «هضاب الغابة».
شيلي دوفال كانت موهوبة بلا جدال ولو أن الشهرة تجسّدت في فيلم واحد أكثر من سواه «اللمعان»، عن مشهد الرعب الذي أدّته بإجادة تامّة قالت: «لا أدري كيف مثّلته، جاك (نيكولسن) أيضاً قال لي: «لا أعرف كيف قمت بأداء هذا الدور»، لكننا نعلم أن موهبتها هي التي قامت بذلك على أفضل وجه.